লতায়েফ মাকারিফ
لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
সম্পাদক
ياسين محمد السواس
প্রকাশক
دار ابن كثير
সংস্করণ
الخامسة
প্রকাশনার বছর
১৪২০ AH
প্রকাশনার স্থান
بيروت
জনগুলি
সুফিবাদ
وفي حديث معاذ عن النبيِّ ﷺ، قال: "الصَّدَقَةُ تُطفِئُ الخطِيئةَ كما يُطفِئُ الماءُ النَّارَ. وقيامُ الرَّجُلِ من جَوْف الليل" (^١)، يعني أنه يطفئ الخطيئة أيضًا. وقد صرَّح بذلك في رواية الإِمام أحمد. وفي الحديث الصحيح (^٢) عنه ﷺ أنَّه قال: "اتَّقوا النَّارَ ولو بِشِقِّ تَمْرَةٍ". كان أبو الدَّرداءِ يقولُ: صَلُّوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور. صُوموا يومًا شديدًا حرُّه لحرِّ يومِ النشور، تصدَّقُوا بصَدَقةٍ لشرِّ يوم عسير.
ومنها: أنَّ الصِّيام لا بدَّ أن يقَعَ فيه خلَلٌ ونَقْصٌ؛ وتكفير الصِّيام للذنوب مشروطٌ بالتحفُّظ ممَّا ينبغي التحفُّظُ منه؛ كما ورد ذلك في حديثٍ خرجه ابنُ حِبَّان في صحيحه. وعامَّة صيام النَّاسِ لا يجتمعُ في صومه التحفُّظ كما ينبغي، ولهذا نُهي أن يقولَ الرجلُ: صُمْتُ رمضانَ كُلَّه، أو قمتُه كلَّه. فالصَّدَقَةُ تجبرُ ما فيه من النَّقص والخلل، ولهذا وجَبَ في آخر شهر رمضانَ زكاة الفِطْرِ طهرةً للصَّائم من اللغو والرَّفَثِ. والصِّيامُ والصَّدقةُ لهما مدخلٌ (^٣) في كفَّارات الأيمان، ومحظوراتِ الإِحرام، وكفَّارَةِ الوطءِ في رمضان. ولهذا كان الله تعالى قد خيرُ المسلمين في ابتداء الأمر بين الصِّيامِ وإطعامِ المسكين، ثم نُسِخَ ذلك، وبقي الإِطعامُ لمن يعجز عن الصِّيام؛ لكبره. ومَن أخَّرَ قضاءَ رمضانَ حتى أدركَهُ رمضانٌ آخَرُ، فإنَّه يقضيه ويضمّ إليه إطعامَ مسكينٍ لكل يومٍ، تقويةً له عند أكثر العلماءِ، كما أفتى به الصَّحابة. وكذلك مَن أفطر لأجل غيره، كالحاملِ والمرضعِ؛ على قول طائفة من العلماء.
ومنها: أنَّ الصَّائم يَدَعُ طعامَه وشرابَه لله، فإذا أعان الصَّائمين على التقوِّى على
(^١) من حديث طويل أخرجه الترمذي رقم (٢٦١٩) في الإيمان: باب ما جاء في حرمة الصلاة ورواه أحمد أيضًا في "المسند" ٥/ ٢٣١، ٢٣٧، ٢٤٨، وابن ماجه رقم (٣٩٧٣) في الفتن: باب كف اللسان في الفتنة، وهو حديث صحيح بطرقه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(^٢) أخرجه البخاري رقم (١٤١٧) في الزكاة: باب اتقوا النار ولو بشق تمرة، وباب الصدقة قبل الرد، وفي الأنبياء: باب علامات النبوة في الإِسلام، وفي الأدب: باب طيب الكلام، وفي الرقاق: باب من نوقش الحساب عذب، وباب صفة الجنة، وفي التوحيد: باب قول الله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾، وباب كلام الرب ﷿ يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم. وأخرجه مسلم رقم (١٠١٦) في الزكاة: باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة.
(^٣) في آ: "مدخلان".
1 / 313