203

লতায়েফ মাকারিফ

لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف

তদারক

ياسين محمد السواس

প্রকাশক

دار ابن كثير

সংস্করণের সংখ্যা

الخامسة

প্রকাশনার বছর

১৪২০ AH

প্রকাশনার স্থান

بيروت

জনগুলি

সুফিবাদ
ابنُ سَعْدٍ وغيرُه مرسلًا أنَّه ﷺ، قال: "لقد أُرِيتُها في الجنةِ، حتَّى (^١) لَيهوَّن بذلك عليَّ مَوْتي، كأنِّي أَرَى كَفَّيها" يعني عائشة (^٢). كان النَّبيُّ ﷺ يحب عائشةَ ﵂ حبًا شَديدًا، حتى لا يَكادُ يَصبِرُ عنها، فمثِّلَتْ له بينَ يَدَيْهِ في الجَنَّةِ لِيُهوّنَ عليه موتُه؛ فإن العَيْشَ إنما يَطيبُ باجتماع الأحِبَّةِ. وقد سأله رجلٌ: أيُّ الناسِ أحبُّ إليكَ؟ فقال: "عائشةُ"، فقال له: فَمِنَ الرجال؟ قال: "أبوها" (^٣). ولهذا قال لها في ابتداءِ مرضِهِ، لمَّا قالَتْ: وا رأساه: "ودِدْتُ أن ذلك كان وأنا حَيٌّ، فأصَلِّي عليكِ وأدفِنُكِ" فعَظُمَ ذلكَ عليها، وظنَّتْ أنَّه يُحِبُّ فِراقَها. وإنَّما كان يريدُ (^٤) تعجيلَها بين يَدَيْهِ ليقرُبَ اجتماعُهما. وقد كانَتْ عائشةُ مَضَغَتْ لَهُ ﷺ سِواكًا وطيَّبَتْهُ بِرِيقها، ثمَّ دَفَعَتْهُ إليه، فاسْتَنَّ به أَحْسَنَ اسْتِنانٍ، ثمَّ ذَهَبَ يتناولُهُ، فضعُفَتْ يدُهُ عنه، فسَقَطَ من يَدِه الكريمة (^٥). فكانَتْ عائشةُ تقولُ: جَمَعَ الله بينَ رِيقي ورِيقِهِ في آخِرِ يَوْم مِنَ الدُّنيا، وأوَّلِ يومٍ مِن الآخِرَةِ. والحديثُ مخرَّجٌ في "الصحيحين" (^٦). وفي حديثٍ خرَّجه العُقَيْلِي (^٧) أنه ﷺ قال لها في مرضه: "ائتيني بسِواكٍ رَطْبٍ، امْضَغِيهِ [ثم ائتِينِي بهِ أمضَغُهُ] (^٨) لكي يختلِطَ رِيقِي بريقِكِ، لكي يُهوَّنَ به عليَّ عندَ الموتِ".

(^١) لفظة: "حتى" لم ترد في (ب، ش، ع، ط). (^٢) ذكره ابن سعد في "الطبقات" ٨/ ٦٥ - ٦٦ وهو حديث ضعيف. (^٣) رواه الترمذي رقم (٣٨٩٠) في المناقب، باب: فضل عائشة ﵂. وقال: هذا حديث صحيح، وهو كما قال. (^٤) في آ: "قَصَدَ". (^٥) لفظة: "الكريمة" وردت في (آ، ع). (^٦) رواه البخاري رقم (٤٤٥٠) و(٤٤٥١) في المغازي، باب: مرض النبيِّ ﷺ ووفاته، و(٥٢١٧) في النكاح، باب: إذا استأذن الرجل نساءه في أن يمرَّض في بيت بعضهنَّ فأذِنَّ له، وليس الحديث بهذا اللفظ عند مسلم. (^٧) هو الإِمام الحافظ الناقد أبو جعفر محمد بن موسى بن حمَّاد العُقَيليُّ الحجازي صاحب "كتاب الضعفاء". قال مسلمة بن القاسم: كان العقيليُّ جليلَ القدر، عظيم الخطر، ما رأيت مثله، وكان كثير التصانيف، فكان من أتاه من المحدِّثين، قال: اقرأ من كتابك، ولا يخرِجُ أصله. قال: فتكلمنا في ذلك. وقلنا: إما أن يكون من أحفظ الناس، وإما أن يكون من أكذب الناس. فاجتمعنا، فاتفقنا على أن نكتب له أحاديث من روايته، ونزيد فيها وننقص، فأتيناه لنمتحنه، فقال لي: اقرأ، فقرأتها عليه، فلما أتيتُ بالزيادة أو النقص، فطِن لذلك، فأخذ في الكتاب، وأخذ القلم، فأصلحها من حفظه، فانصرفنا من عنده، وقد طابت نفوسنا، وعلمنا أنه من أحفظ الناس. مات سنة (٣٢٢) هـ. (سير أعلام النبلاء ١٥/ ٢٣٦ - ٢٣٩). (^٨) ما بين قوسين سقط من (آ).

1 / 210