وقد تأتي بمعنى (مَعَ)، كقول الشّاعر:
إِذَا أُمُّ سِرْدَاحٍ غَدَتْ فِي ظَعَائِنٍ١ ... جَوَالِسَ نَجْدًا فَاضَتِ العَيْنُ تَدْمَعُ٢
وقد تكون مكان (بعد)، كقوله تعالى: ﴿وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾ ٣ [أي: بعد عامين] ٤.
وقد تقع موقع (مِنْ)، كقول امرئ القيس:
وَهَلْ يَعِمَنْ٥ مَنْ كَانَ أَقْرَبَ عَهْدِهِ ... ثَلاَثُونَ٦ شَهْرًا فِي٧ ثَلاَثَةِ أَحْوَالِ٨
١ في كلتا النسختين: ضعائن، والصواب ما هو مثبت.
٢ هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لدرَّاج بن زُرْعَة الضّبابيّ، وقيل: لبعض أُمراء مكّة.
(أم سرداح): امرأة. و(السِّرْداح): القويّ الشّديد التّامّ من الرّجال. و(الظّعائن): جمع ظعينة وهي: المرأة في الهودَج. و(جوالس نجدًا): يقال: جَلَسَ فُلانٌ: إذا أتى نَجْدًا، ويُقال لنجدٍ: الجَلْسُ.
والشّاهد فيه: (في ظعائن) يريد: مع ظعائن، فجاءت (في) بمعنى (مع) .
يُنظر هذا البيت في: ديوان الهذليّين ٣/٤٦، والوحشيّات ٣١، والمقتضب ٢/١٧٨، والأزهيّة ٢٦٩، وأمالي ابن الشّجريّ ٢/٦٠٧، واللّسان (سرح) ٢/٤٨٢.
٣ من الآية: ١٤ من سورة لقمان.
٤ ما بين المعقوفين ساقطٌ من ب.
٥ في ب: ينعمن، وهو تصحيف.
٦ في الدّيوان وجميع المصادر: (ثلاثين) على أنه خبرٌ لـ (كان)، وعند الشّارح على أنّها اسمٌ لـ (كان) .
٧ في أ: أو.
٨ هذا بيتٌ من الطّويل.
والمعنى: كيف ينعم من كان أقرب عهده بالرّفاهيّة ثلاثين شهرًا من ثلاثة أحوال.
والشّاهد فيه: (في ثلاثة أحوال) حيث جاءت (في) بمعنى (مِنْ) .
يُنظر هذا البيت في: الخصائص ٢/٣١٣، ورصف المباني ٤٥٣، والجنى الدّاني ٢٥٢، والمغني ٢٢٥، والهمع ٤/١٩٣، والخزانة ١/٦٢، والدّيوان ٢٧.