ولم تأذن الساعة السادسة من المساء حتى كان لامرتين قد أفرغ ما كان في قلبه من الدموع، وكأنه شعر بعاصفة من العواطف تنطلق في صدره، فاختلج فترة، وغارت عيناه في محجريهما، فأخذ من جيبه الدفتر الصغير الذي أعطته إياه جوليا، وكتب على الصفحة التي عرضت له هذه الكلمات: «أنا جالس على صخرة الضفة الشمالية أفكر فيك يا جوليا.» إلا أنه تذكر أن جوليا تحتضر، وأن الكلمات الموجعة لم يتلفظ بها بعد، فكتب: «تذكار الأيام الجميلة التي صرفناها معا على شاطئ البحيرة.» ثم أطبق الدفتر وراح يحلم بعض دقائق، وإذا بأغنية تستفيق في قلبه، ففتح الدفتر وفكر فترة من الوقت ثم كتب:
ذات مساء، أتذكرين؟ كنا نعوم بسكون
على أحشاء أمواجك المفضضة بضوء القمر
وعلى دوي الجذافين الضاربين بإيقاع ...
ثم توقف فضرب على البيت الثاني، واستبدل به هذه الكلمات:
ولم يكن يسمع في الأبعاد، على الماء وتحت السماء
إلا دوي الجذافين الضاربين بإيقاع
أمواجك الموسيقية.
ثم بدأ بمقطع آخر:
إن مركبة الليالي الموسيقية
অজানা পৃষ্ঠা