লমাহাত মিন হায়াতি: সীরাহ শাবেহ জাতীয়া
لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية
জনগুলি
وعجبت من هذا الذي يقول، فما إن ذهبت إلى المنزل حتى هرعت إلى القاموس وما لبثت أن تبينت أن الأستاذ أخطأ خطأ فادحا، وكان خطأ الأساتذة في ذلك الحين كبيرة من الكبائر، كتبت كلمة عنوانها تصحيح أوراق، وكان الأستاذ الشاعر العظيم العوضي الوكيل قد عرف أبي وعرفني بصديق امتدت صداقتي الوطيدة به حتى اختاره الله إلى جواره هو الأستاذ عثمان نويه. وكان والد عثمان نويه يعمل في ذلك الحين مدرسا بمدرسة خليل أغا زميلا للشاعر العوضي الوكيل شيخا معمما، وكان والدي زميلا لأحمد بك أمين الذي كان في ذلك الوقت عميدا لكلية الآداب، وأديبا من أدباء الصدارة في العالم العربي، وكان قبل ذلك زميلا لوالد عثمان نويه في مدرسة القضاء الشرعي، وكان أحمد بك أمين يعتبر نفسه والدا روحيا لابن زميله عثمان نويه.
قرأ عثمان نويه الكلمة الصغيرة التي كتبتها عن خطأ الأستاذ وقال سأعرضها على أحمد بك أمين.
وانتظرت عودة عثمان من زيارة أحمد بك أمين بصبر نافد، فقد كنت في السادسة عشرة من عمري، وكان نشري بمجلة الثقافة التي كانت تحتل هي وأختها الرسالة مكان الصدارة في الحياة الأدبية أمرا يفوق كل أحلامي.
وعاد عثمان نويه، وقال إن أحمد بك رضي عن الكلمة وسينشرها، ولم أصدق ورحت أسأل عثمان عن تفاصيل ما دار بينه وبين العميد الجليل، فقال إنه قرأها ... سأل: هل هي لمدرس زميلك؟
فقال عثمان في سرعة بديهة: بل هي لصديق محام.
ولم يجرؤ أن يصارحه أنها لطالب في الثقافة، ونشرت الكلمة، وكان زملائي في مدرسة فاروق يقرءون الثقافة والرسالة ويهتمون بالأدب حتى أننا أنشأنا لأنفسنا مكتبة خاصة في الفصل يضع فيها التلاميذ كل الكتب التي يشترونها في دولاب أحضرته أنا من منزلنا، وتظل الكتب في الفصل طوال العام الدراسي، ويسترد كل تلميذ كتابه بعد أن يكون الفصل كله قد قرأه.
ولم أكن أخبرت أحدا من زملائي شيئا عن كلمتي التي أرسلتها للثقافة فكانت المفاجأة مذهلة وعرف الزملاء أنني صاحب الكلمة على الرغم من أنني وقعتها بتوقيع: «تلميذ قديم»، وتبادل تلاميذ المدرسة كلها وأساتذتها أيضا قراءة الكلمة، واستدعاني نجيب بك هاشم - رحمة الله عليه - وطلب إلي في لطف وكياسة ألا أهين أساتذتي وأذكر أنني قلت له: ما دمت أملك قلما فلا يستطيع أحد أن يظلمني. ولك أن تقدر كبر هذه الكلمة من صبي يافع ما زال تلميذا بالثانوي. ولم تنشر له إلا كلمة صغيرة بدون توقيع، وحتى يومنا هذا كلما ذكرت هذه الكلمة تأكد عندي أن الغرور لا يكون إلا مع المبتدئين، وأنه يتلاشى ويتخافت ويذوب كلما كبر المرء وبلغ مبالغ النضج.
كان من الطبيعي بعد أن نشرت الكلمة أن يصارح الأستاذ عثمان نويه أحمد بك بأن الكاتب تلميذ بالسنة الرابعة الثانوية، وطلب أحمد بك أن يلقاني وذهبت إليه، وكانت بداية تلمذة مني للأديب العملاق، وقد طلب إلي أن أقرأ بعض كتب التراث وسمى لي أسماءها، وسارعت إليها وقرأتها جميعا ووجدت في قراءتها متعة عظيمة، أذكر منها على سبيل المثال كتاب العمدة لابن رشيق، وكتاب الكامل للمبرد وغيرهما وغيرهما، وقد جعلني هذا أقرأ كتاب الأغاني ولم أستطع أن أكمله إلا حين أهدى إلي عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين كتاب الأغاني مختصرا ومرفوعا منه العنعنة الذي حققه هو والأستاذ إبراهيم الإبياري، وقد قرأت هذا الكتاب أكثر من مرتين أو ثلاث.
وأعطيت أحمد بك أمين مقالة أخرى عنوانها «شعراء مغمورون»، وكتبت فيها عن الأستاذ أحمد القرعيش والأستاذ توفيق العوضي أباظة.
وما لي لا أذكر لك ما اخترته لكل من الشاعرين في هذه المقالة.
অজানা পৃষ্ঠা