وفي هؤلاء كثير لا يقرون بصلاة، ولا صيام، ولا حج ولا عمرة، ولا يحرمون الميتة، والدم، ولحم الخنزير، ولا يؤمنون بالجنة والنار. من جنس الاسماعيلية، والنصيرية والحاكمية، والباطنية، وهم كفار أكفر من اليهود والنصارى بإجماع المسلمين.
فتقدم المراسيم السلطانية بإقامة شعائر الإسلام: من الجمعة، والجماعة، وقراءة القرآن، وتبليغ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في قرى هؤلاء من أعظم المصالح الإسلامية. وأبلغ الجهاد في سبيل الله.
وذلك سبب لانقماع من يباطن العدو من هؤلاء، ودخولهم في طاعة الله ورسوله، وطاعة أولي الأمر من المسلمين.
وهو من الأسباب التي يعين الله بها على قمع الأعداء.
فإن ما فعلوه بالمسلمين في أرض (سيس) نوع من غدرهم الذي به ينصر الله المسلمين عليهم. وفي ذلك لله حكمة عظيمة. ونصرة للإسلام جسيمة.
قال ابن عباس "ما نقض قوم العهد إلا أديل عليهم العدو".
ولولا هذا وأمثاله ما حصل للمسلمين من العزم بقوة الإيمان، وللعدو من الخذلان، ما ينصر الله به المؤمنين، ويذل به الكفار والمنافقين.
والله هو المسئول أن يتم نعمته على سلطان الإسلام خاصة، وعلى عباده المؤمنين عامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والحمد لله وحده. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. (العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية ص182-194) انتهى.
رسائل للشيخ من داخل السجن
*رسالة من الشيخ إلى تلاميذه وإخوانه يرسلها من داخل سجنه، وقد كتبها بالفحم بعد مصادرة أوراقه وكتبه ومنعه من الكتابة: قال ابن عبدالهادي:
وقد رأيت أوراقا عدة بعثها إلى أصحابه، وبعضها مكتوب بفحم، منها ورقة يقول فيها:
পৃষ্ঠা ৫৯