( وإن لم تعرف الإباضية) فقد عرفتهم عائشة رضى الله عنها ومسعود ابن شداد إذ قدم المدينة فقالت ياعبد الله بن شداد امخبرى انت عما اسألك عنه قال ولم لا أخبرك يا أم الؤمنين قالت اخبرنى عن على لما قتل اصحابه فحدثها حديث صفين وحرورا ء حتى انتهى إلى النهر فقالت قد ظلمهم انالله وانا اليه راجعون أشهد ان محمدا صلى الله عليه وسلم كان في بيتى فقال ياعائشة أول رجل يدخل من هذا الباب من أهل الجنة فقلت في نفسى ابو بكر عمر فلان فلان فبينما انا كذالك إذ اقبل حرقوص بن زهير وقد توضأ وإن لحيته لتقطر ثم قال ذلك في اليوم الثانى فدخل حرقوص ثم قال في الثالث فدخل حرقوص ثم قالت هل تسمى لى احدا قتل هنالك قال زيد ابن حسين الطائى قالت انا لله وانا اليه لراجعون قالت وكيف قتل حمل فشد عليه رجل فوجاه فمشى اليه زيد وهو يقول ياألحم الحديث فبكت عائشة حتى كادت نفسها تخرج وفى كتاب سالم الهزلى ان اباموسى الاشعرى سأل عن حرقوص بن زهير فقيل له قد قتل يوم النهر فقال والذى نفسى بيده لو اجتمع أهل المغرب وأهل المشرق على الرمح الذي طوعن به لدخلوا به النار جميعا واما ما رواه قومنا من ان حرقوصا هو ذى الثدية وانه ابن ابى الخويصره وانه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم اعدل في القسم فقال صلى الله عليه وسلم ويلك اا لم اعدل فمن يعدل وانه نزل فيه قوله تعالى (ومنهم من يلمزك في الصدقات) فكذب منهم (¬1) .
¬__________
(¬1) قوله فكذب منهم لا يستغرب منهم في نصره هواهم كيف وهم يعتقدون ان قائل لا اله الا الله يدخل الجنه وإن زنى وإن سرق فمن كان هذا اعتقاده فما يمنعه من الكذب في نصرة مذهبه وتالله لا اعجب الا من يؤمنهم على دينه ويأخذ عنهم ما رووا عن نبيه صلى الله عليه وسلم من غير ان يعرف صحة ذلك ولو لم يكن لهم قادح الا نفس هذا الاعتقاد لكفى ان يكون في اعتقادهم ان التوحيد كان في دخول الجنه فكيف يومئذ مع ذلك ولله در اوائلنا حيث لم يقبلوا منهم الا ما عرفوا حقه ومن المستحل دمك عن الكذب عليك مصلحه وسياسة في الحرب فكونوا منهم على بصيرة (اه) السالمى .
পৃষ্ঠা ২৫