( وإن لم تعرف الإباضية) فقد عرفهم على بن ابى طالب إذ قاتل اويس القرنى في جملة الإباضية فوجد مقتولا فعرفه رجل من اهل اليمن ساكنا بالمدينه وكان عالما بما قال ابو بكر وعمر وعلى من وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه رضى الله عنه فقال الرجل انا لله وانا اليه راجعون لما رآه صريعا مقتولا فقال ياعلى رسول الله صلى الله وعلية وسلم يرسل اليه السلام ونحن نطعنه برماح فقال على ليس هو هذا فقال الرجل لا والذى لااله الاهو انه لاويس وكأنه ينظر إلى كما انك ياعلى انسان فقال له على اسكت والا لقيت ماتكره فسكت الرجل حتى امسى فخرج هاربا ثم انه قدم على أصحاب النخيلة فبشرهم بان اويسا قتل وهو معهم ففرحوا ولم يزل الرجل معهم حتى قتل وقيل ان اويسا مات وهو في طريق المدينه كما بسطه في شرح النيل والصحيح الاول وانما لم يقاتل قبل لاشتغله بامه أو قاتل بعد موتها ولم يشهر بالقتل لانه يستر نفسه ولايحب الشهرة وكانت الصفرية والنجديه والازارقة واصحابنا يسمون (¬1)
¬__________
(¬1) قوله يسمون كلهم اباضية الظاهر ان التسميه بذالك حادثة بعد خروج الازارقة والصفرية كما يعرف ذلك بالوقوف على سبب الافتراق والاسم الشامل لهم قبل الافتراق (المحكمة) سموا بذالك قولهم لاحكم الا لله وصار هذا القول شعارا لهم فعرفوا به حتى كان الواحد منهم يحكم بالمغرب فيتولاه من بالمشرق لعلمهم لايقول هذه القالة الا اهل طريقتهم المرضيه ثم اما كثر ذلك بنفوسهم في رضى ربهم وكانوا يخرجون للجهاد طوائف وسموا خوارج وهو جمع خارجه وهي الطائفة التي تخرج في سبيل الله أخذا من قوله الله تعالى (ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة) فهذا أصل تسميتهم بالخوارج وهي تسمية محمودة وسبب مشكور ولهذا كان يفتخر به ابراهيم بن قيس في اشعاره ولما فارقنا الازارقة والصفرية اخذوا عنا اسم الخوارج فتركناه لهم وعرفوا به فانقلب المدح ذما واختصصنا باسم أهل الاستقامه وهو الشهير في عبارات ابى سعيد الكدمى رضى الله عنه وسمانا المخالفون بالإباضية فرضينا به إذ لم يكن فيه شىء من النقص فاشتهر هذا الاسم عند الناس فهذا اصل تسميتنا خلاف تسمية أهل السنه فان سنتهم التي اضيفوا اليها وعرفوا بها لعن على وشتمه على المنابر لمتثال لامر معاوية ولما انقلب الزمان واختلفت الدولة ومنعوا من سنتهم تناسوها على طول الزمان فظنت ذراريهم انما اضيفوا إلى سنة المصطفى عليه السلام فتبجحوا واين الثريا من يد المتناول (اه) السالمى .
পৃষ্ঠা ২৩