لكني عجزت عن التفكير رغم ما بذلت من مجهود. واشتد إحساسي بجفاف حلقي، فبلعت ريقي عدة مرات، وأخيرا عرضت عليه أن نشرب شايا.
قال في شيء من السخرية: «إذا كان الشاي سيساعدك على التفكير؛ فلا مانع لدي.»
نهضت واقفا وغادرت الحجرة، فترك مقعده وتبعني. اجتزت الردهة وهو ورائي إلى أن بلغت المطبخ، ووقف في مدخله يرقبني وأنا أملأ الغلاية من الصنبور، وأضعها فوق موقد الغاز ثم أشعله.
ولم أدرك الموقف تماما إلا عندما أردت التبول، فغادرت المطبخ وعدت أدراجي في الردهة نحو الغرفة الداخلية التي يقع الحمام إلى جوارها، فما إن دخلت الحمام واستدرت أغلق الباب حتى وجدته قد لحق بي، ودفع الباب جانبا ليحول دون إغلاقه، ثم وقف في مدخل الحمام، قريبا مني، إلى أن فرغت من أمري.
قلت وأنا أتقدم من الحوض وأفتح الصنبور: «أتظن أني سأهرب منك؟»
أجاب بقحة: «لا شأن لك بما أظنه.»
غسلت يدي ووجهي، ثم جففتهما، وعدت إلى المطبخ وهو في أعقابي.
صنعت الشاي وصببته، ثم ناولته كوبه، وحملت كوبي، وتقدمته من تلقاء نفسي إلى الغرفة الداخلية.
رأيته يتجه إلى مكتبي، فاستوقفته قائلا: «أريد أن أطلب منك معروفا.»
قال بحذر: «ما هو؟»
অজানা পৃষ্ঠা