وأحسست برغبة شديدة في أن أصفعه على وجهه، لكني تماسكت وسمعته يضحك ويتهته في سعادة كبيرة ويقول: أعني أول خيانة تعرفينها؟
وقلت له في اشمئزاز: تعني أنه كان يخونني؟
وقال: لا أدري، ولكني أعرف أن كل الرجال يخونون زوجاتهم، كل الرجال الذين عرفتهم.
قلت وقد زاد اشمئزازي منه ومن كل الرجال: إن الرجل بطبيعته خائن.
قال وهو ينظر بعيدا: ما دامت تلك هي طبيعته، فلا يمكن أن نسميها خيانة. - وماذا تسميها إذن؟ - ولماذا نسميها؟ إنني أكره الأسماء. ليس هناك اسم ينطبق انطباقا كاملا على الشيء الذي يرمز إليه. ليس في مقدور الإنسان أن يخلق اسما لشيء لم يخلقه هو، إن الطبيعة أكبر من الإنسان بكثير.
وسكت قليلا أفكر، وقلت: يا للرجل الغريب! يستطيع أن يبرر أي شيء بلسانه. لكني أحسست بشيء من الحياة يدب في عقلي المشلول، وأسندت رأسي على ظهر الكرسي، وقلت له وأنا شاردة: والمرأة؟
قال بلا تفكير: كالرجل تماما.
وانتفضت واقفة وأنا أقول: لا! إن المرأة لا تفكر في خيانة زوجها أبدا.
ورن صوتي في أذني قويا مؤمنا بما أقول.
ورأيته ينظر إلي نظرة ذات معنى، فقلت: إلا إذا عرفت أنه يخونها، وأنا لا أسميها خائنة في ذلك الوقت؛ لأنها تخون نفسها قبل أن تخونه، وتهدر كرامتها قبل أن تهدر كرامته، إنه نوع من الانتحار البطيء تفعله المرأة الجبانة التي تخاف من الموت السريع.
অজানা পৃষ্ঠা