وثمة قطعة أخرى من هذا النوع محفوظة في المتحف المصري (رقم السجل 45081) عثر عليها في دندرة، وتمثل فارسا يعدو على حصانه، وقد التفت إلى الخلف ليطلق سهما من قوسه.
357
وفي دار الآثار العربية ومتحف فكتوريا وألبرت بلندن مجموعة فريدة من التحف الخشبية الفاطمية، وهي أجزاء من ألواح خشبية، عثر عليها بضريح السلطان الناصر محمد بن قلاون وبمارستان قلاون في سنة (1911) والسنين التي تلتها، وكانت هذه الألواح مستخدمة في تغطية الإفريز الأعلى بالجدران، وطراز زخارفها ليست له علاقة بعصر المماليك؛ وإنما يقوم شاهدا على أنها من العصر الفاطمي؛ ولأن عليها - كما سنرى - زخارف آدمية فلا يمكننا القول بأنها أخذت من إحدى الأبنية الدينية الفاطمية، وأعيد استعمالها في أبنية السلطان قلاون وابنه السلطان الناصر؛ ولكن غنى الزخارف وإتقان الصنعة في هذه الألواح يحملان على الظن بأن مصدرها لم يكن مسكنا عاديا. ومن ثم فقد استنبط العلماء أنها كانت في القصر الغربي الفاطمي؛ وهو القصر الذي بناه الخليفة العزيز، وأتمه المستنصر وأقيم على أنقاضه بعد ذلك مارستان قلاون.
358
ولم يكن غير مألوف في ذلك الوقت أن يستخدم الأمراء والعاملون على البناء بعض أجزاء الأبنية القديمة وأخشابها في الأبنية الجديدة، وخير شاهد على ذلك ما ذكره المقريزي عن الملك الظاهر بيبرس حين «بنى خانا للسبيل بظاهر مدينة القدس، ونقل إليه باب العيد (من أبواب القصر الشرقي الفاطمي) فعمله بابا له سنة 662 هجرية.»
359
وعلى كل حال فإن عرض هذه الألواح نحو ثلاثين سنتيمترا، وفي كل منها إفريز من أعلى وإفريز من أسفل، ويشتمل هذان الإفريزان على فروع نباتية بين شريطين عاريين عن الزخرفة، وترتفع هذه الفروع وتنخفض مكونة زخرفة نباتية قوامها أقواس تحصر بينها من أسفل وريدات ذات ثلاثة فصوص، ومن أعلى شكلا مكونا من نصفي مروحتين نخيلتين (بالمت).
وبين الإفريزين عصابة رئيسية عليها مناظر من رسوم آدمية وحيوانية فوق أرضية من فروع نباتية أقل بروزا،
360
والرسوم المذكورة موضوعة في خانات تتكون - على التعاقب - من أشكال هندسية سداسية وممدودة ومن جامات رباعية الشكل،
অজানা পৃষ্ঠা