কলম্ব ও নতুন পৃথিবী: আমেরিকা আবিষ্কারের ইতিহাস
كولومب والعالم الجديد: تاريخ اكتشاف أميركا
জনগুলি
هكذا كان القوم يعتقدون في سفن كولمب، فكانوا يخالونها - أو بالحرى يخالون قلوعها - أجنحة هائلة لطيور هائلة. ولمهابة كولومب وهيئته الرهيبة الساكنة التي تدل على الحكمة والسداد؛ اطمأنت قلوبهم وهدأ روعهم، لا سيما لما بدا لهم منه من الشفقة والحنان وأبهة اللباس وزخرفه. فخروا أمامه ساجدين وقدموا له حشائش عطرية جميلة في نظير قلاس حمراء وأخراز وجناجل كانوا يفرحون بها. ثم شرحوا له على قدر الإمكان أن كل هذه المناطق الجزرية وافرة الخيرات والحاصلات عديدة كثيرة السكان، واستشهدوا على ذلك بذكر ما يفوق المائة اسم من أسماء تلك الجزائر. فنزل حينئذ الأميرال كولومب وابتعد لمسافة سبعة فراسخ تقريبا من «سان سلفادور»، ورسا على جزيرة من أكبر تلك الجزر دعاها «سنت ماري دي لاكونسبسيون» بعدما نصب فيها صليبا. ثم رسا على غيرها ودعاها «فرناندين» وكان أهلها أحسن حالا وأقل فقرا وأكثر براعة من سكان «جواناهاني»، وكانوا ينامون على حصر أو شباك من القطن يعلقونها غالبا أمام أكواخهم، وكانوا يدعون ذلك الفراش «هاماك»، وقد حفظت اللغات المشتقة من اللاتينية ذلك الاسم للآن، وأطلقته على الأرجوحة
hamac .
ثم اكتشف جزيرة أخرى دعاها «إيزابل» كانت أكثر جمالا وأحسن موقعا ورونقا من الأولى. ففيها البحيرات الواسعة والأحراش الظريفة التي تأوي إليها الطيور الجميلة، لا سيما الببغاءات التي تفد إليها عشرات ومئات، وكان ذلك مما يزيد في حسنها ويجعلها بهجة تخلب العقول والأبصار.
وفي مساء السادس والعشرين من أكتوبر ظهرت «كوبا» أعظم جزائر الهند الغربية مرسومة في الأفق تختال في جلابيب الأبهة والجلال.
أما هذه الجزيرة التي لقبها البعض بلؤلؤة البحار فقد انبهر كولومب وأصحابه لمنظرها البديع. كيف لا وسواحلها غير محدودة، وقمم جبالها وردية وبعضها سماوية، ولخلجانها انفراجات كثيرة غريبة، ومزارعها غزيرة جميلة نامية متنوعة، وأنهارها جارية، وسماؤها زاهية:
والريح تجري رخاء فوق بحرتها
وماؤها مطلق في زي مأسور
قد جمعت جمع تصحيح جوانبها
والماء يجمع فيها جمع تكسير
كل ذلك كان يوسوس في عقل كولومب، ويؤكد له أنه لا بد من وجود قارة في تلك النواحي تكون تلك الجزر طليعتها. ولاحظ الإسبان أن الأهالي كانوا يضعون في أفواههم وهم يلعبون أوراق شجرة هناك، وكانوا يحرقون تلك الأوراق ويمتصون دخانها ويسمون تلك اللفائف «تباكو»، فعرفوا أن هناك نباتا يدخن ويسلي، وبهذه الكيفية اكتشف التبغ. ثم اكتشفوا القطن أيضا وعرفوا كيف ينتفع به، فقد وجدوا منه في مغارة واحدة ما يقرب من اثني عشر ألف رطل منسوج أو مغزول.
অজানা পৃষ্ঠা