ووقف جورج يهز سوطه.
جلست السيدة شيلبي في الشرفة الخارجية - وقد تغيرت بعض الشيء بفعل مرور السنوات ، لكنها كانت لا تزال جميلة ولطيفة - ممسكة بمجلة وتتحدث إلى جورج الذي نزل عن جواده لتوه، ووقف أمامها يهز سوطه ويضحك من تصرفات مجموعة من الأطفال السود وهم يلهون على العشب. كان جورج قد كبر فأصبح رجلا وسيما ووجهه يوحي بالقوة والعطف.
قالت السيدة شيلبي: «إنني أتطلع ببالغ السرور إلى زيارة السيدة أوفيليا لنا. لقد ازدادت صلتي بها ومعرفتي لها كثيرا من خلال الخطابات التي تبادلناها حول توم. لقد طلبت منها أن تزورنا مدة شهر وقد وافقت. وأتوقع أنها ستحضر معها وصيفتها، تلك الفتاة الصغيرة المرحة التي تحمل اسم توبسي والتي سمعنا عنها كثيرا.» «لقد عادت إلى مكان ما في الشمال بعد وفاة السيد سانت كلير، أليس كذلك؟» «بلى، لقد عادت إلى فيرمونت. أعتقد أن السيدة سانت كلير كانت امرأة تعيسة الحظ بدرجة كبيرة؛ فقد كانت مريضة ولا تستطيع أن تتعاطف مع الآخرين.»
رفع جورج بصره وابتسم ابتسامة حنونة وقال: «ليباركك الرب يا أمي. إن أي شخص آخر كان يصف السيدة سانت كلير بكلمات أقسى من مجرد «سيئة الحظ». لكن متى ستأتي السيدة أوفيليا؟» «إلايزا، عزيزتي إلايزا.» «لست متأكدة تماما. لقد أخبرتها أنها ليست في حاجة لأن تخبرنا بموعد قدومها؛ لأننا لا نتحرك من المنزل، كما أن مفاجأة حضورها ستكون سارة للغاية. إن توم يعرف كل قطار يأتي من الشمال، وأثق أنه سيكون مسرورا ليكون أول من يستقبلها. لقد كانت طيبة وعطوفة معه فيما مضى لأجل تلك الطفلة الجميلة التي أحبها كلاهما، إيفا الصغيرة.»
كرر جورج كلمتها الأخيرة بنبرة رقيقة: «إيفا الصغيرة.» «هل رأيت خصلة الشعر الذهبية التي أعطتها لتوم حين كانت في فراش الموت؟ إنها شيء مقدس لدى توم، لا بد وأن تلك الطفلة الصغيرة كانت ملاكا يمشي على الأرض في عيون أولئك العبيد المساكين. هناك عربة تدخل إلى الباحة يا أمي. ترى من يكون القادم فيها؟»
نهضت السيدة شيلبي وسارت حتى حافة الشرفة وقالت: «لا بد وأنها السيدة أوفيليا. أترى البهجة والسعادة على وجه توم؟»
كان توم يقود العربة في شيء من زهو استثنائي ونادر بالنسبة إليه، وكان وجهه مكللا بالابتسامة.
قال جورج: «ماذا؟ لا يا أمي. تلك ليست السيدة سانت كلير. هناك ثلاثة أشخاص في العربة - سيدة ورجل وفتى.»
أوقف توم العربة في تباه، فاندفعت المرأة خارج العربة وهرعت على الدرج واحتضنت السيدة شيلبي بين ذراعيها وقالت وقد اختلط بكاؤها وضحكها: «أوه، سيدتي. سيدتي العزيزة.» فصاحت السيدة شيلبي بنبرة في غاية الابتهاج: «إلايزا، عزيزتي إلايزا.»
كان جورج شيلبي قد نزل من الشرفة ليستقبل جورج هاريس ولكي يحيي هاري ذا العينين البنيتين الذي كان طفلا فيما مضى، ثم استدارت السيدة شيلبي عن إلايزا لكي ترحب بهما أحر ترحيب أيضا.
অজানা পৃষ্ঠা