توقفت توبسي فجأة، واستقامت في وقفتها أمامها وقالت: «لا أعرف يا سيدتي، أظن أنني أفعل ذلك لأنني مزعجة.» «لا أعرف ماذا أفعل بك يا توبسي.» «سأقول لك يا سيدتي. ينبغي عليك أن تضربيني. لقد اعتادت سيدتي السابقة أن تضربني، وأنا لست معتادة على العمل من دون أن أتعرض للضرب.» «لماذا يا توبسي؟ أنا لا أريد أن أضربك. ألا يمكنك أن تكوني صالحة من دون أن أضربك؟» «لا، من المؤكد أنني لا بد أن أضرب. سأحضر لك تلك العصا، ومن الأفضل لك أن تضربيني ضربا مبرحا.»
ركضت توبسي خارج الغرفة وسرعان ما عادت ومعها العصا. أخذت السيدة أوفيليا العصا في رقة ثم ضربتها على ظهرها ضربة خفيفة؛ لكنها توقفت مذعورة بسبب الصراخ الفظيع الذي تسببت به تلك الضربة. «أوه، أوه، أوه، سيدة فيلي، لا تفعلي! أنت تقتلينني! أوه، سيدة فيلي!»
قالت السيدة المسكينة وهي ترتعش: «توبسي، توقفي عن ذلك الصراخ. أنا بالكاد لمستك.» «أوه، أوه، أنت تؤذينني! لا تفعلي سيدة فيلي، أوه، أوه!» ثم توقفت الفتاة فجأة وهي في خضم صراخها وقالت: «من فضلك سيدتي، أيتها السيدة فيلي، اضربيني مرة أخرى. أنا في حاجة إلى ذلك، حقا. أنا في حاجة ماسة إلى ضربة أخرى.» «اخرجي من الغرفة يا توبسي، وحين تكونين فتاة صالحة يمكنك أن تعودي وترتبي سريري.»
خرجت توبسي من الغرفة وهي تئن وتنتحب، وفي غضون دقيقة أو أكثر، كانت جاثمة في الشرفة وكأنها طائر شحرور أسود وحولها مجموعة من الأطفال الزنوج المعجبين بها يستمعون لخبراتها.
قالت توبسي متفاخرة: «ينبغي أن تشعروا بالضرب الذي تلقيته من السيدة فيلي. كانت نقرة واحدة صغيرة لا تكفي لأن تقتل بعوضة حتى. ألا تتمنون جميعا أن تكونوا سيئين مثلي؟ أنا أردأ طفلة زنجية في هذه المزرعة. هذا صحيح، وأنتم جميعا مذنبون، والبيض مذنبون أيضا، السيدة فيلي تقول ذلك. لكن لا يستطيع أحد أن يمسني، أنا أسوأ زنجية على وجه الأرض، ولا يمكن لأي شخص أن يفعل لي أي شيء.» ثم قامت بأداء عدة حركات بجسدها مما أبهج جمهورها.
كانت السيدة أوفيليا في أيام الأحد تشغل نفسها في تعليم توبسي التعاليم المسيحية شفهيا. وكانت الفتاة تتمتع بذاكرة رائعة وتستطيع أن تتذكر الكلمات بدقة، فكان لدى السيدة أوفيليا آمال عريضة أن يستقر معنى تلك الكلمات في قلب الطفلة التي أثبتت أنها قادرة على الحب حين لمسته إيفا.
وكان السيد سانت كلير يضحك على ما يلم بابنة عمه من آلام ومعاناة، لكنه اندهش حين سمع الفتاة وهي ترتل بطريقة مبجلة، وتقف أمامهم وكأنها تمثال أسود وهي تقول: «آباؤنا الأولون، الذين كانوا يتمتعون بحرية كاملة وبإرادة خاصة بهم، خرجوا من الولاية التي خلقوا فيها.»
سأل السيد سانت كلير: «من كان آباؤنا الأولون يا توبسي؟» «لا أعلم يا سيدي، لم أعرف أولئك الزنوج من قبل قط.»
قالت السيدة أوفيليا محتجة: «أوجستين، لماذا تقاطعها؟» «ابنة عمي العزيزة، إنما أردت أن أعرف بعض المعلومات من تلميذتك. توبسي، ما هي الولاية التي خلقوا فيها؟» «كانت ولاية كنتاكي القديمة يا سيدي. كلنا نأتي من تلك الولاية. لقد سمعت العم توم وهو يقول ذلك. وسيعود توم إلى هناك حين يصبح حرا. لكنني والسيدة فيلي سنصعد إلى الأعلى معا، أليس كذلك سيدتي؟» «هذا إذا كنت فتاة صالحة يا توبسي.» «أينبغي أن أكون صالحة، وإلا فلن تأخذيني؟» «أجل يا توبسي.» «إذن، فمن الأفضل أن أبقى هنا.»
سألها السيد سانت كلير مبتسما بينما نظر إليها من فوق الجريدة: «ألا تريدين أن تكوني صالحة يا توبسي؟» «من؟ أنا؟ لا سيدي، لا أريد أن أكون صالحة. أنا أحب الصحبة.»
অজানা পৃষ্ঠা