أنا من رأيك يا كولومب، ولو لم أكن راهبا لكنت أطلب الانتظام في سلك بحريتك الذين يركبون ذلك المركب الخشن في سبيل خدمة الإنسانية، آه يا ليتني أملك شيئا من المال لأضحيه في سبيل هذه الخدمة الجلى ولكن:
لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
سأكتب لك إلى مرشد الملكة إيزابلا فهو صديقي الحميم وسيكون لك أكبر مساعد أمامها، إن ملكتنا يا كولومب تحب العلماء وتعتبر الأدمغة الكبيرة، فأسرع إليها بجرأة ولا تخف، فلنشرع الآن بالكتابة.
مرتين :
ما أجمل هذا الاجتماع بعلامة مثلك يا كولومب! إن خدمتك ستكون باهرة للبشرية وسيذكرها التاريخ بالإعجاب والتعظيم إذا خدمك الحظ، ولكن يا للأسف! فالفلاسفة والأدباء والعلماء والشعراء أشقياء في كل زمان ومكان، طالع التاريخ فتجد لك أعظم تعزية على فقرك وشقائك، أفلاطون وسقراط وديوجين عاشوا في الفاقة وماتوا في الفقر، ولكن أملي وطيد بالعناية الإلهية فهي تمهد سبيلك وتعد طريقك فلا تعثر بحجر رجلك. سأرافقك يا كولومب إذا توفقت إلى السفر، وأضحي ما تملكه يدي في سبيل هذه الخدمة الأدبية. إن الأغنياء يعشقون المال أما أنا فلا، هاك يا كولومب هذه الدراهم فهي تقضي حاجات سفرك.
كولومب :
شكرا لك أيها المولى على هذا الجود، وأراني الله مثلك قوما عديدين يعتبرون الآداب والأدباء ويجلون العلم والعلماء.
جوان :
وإليك الكتاب يا كولومب، عجل بالسفر إلى مدينة كردو حيث تقابل هذا السيد العلامة مرشد الملكة وتدفع الرسالة إليه، أما ولدك دياكو فأبقه هنا ما بيننا وثق أنه سيصادف من إخوتي الرهبان ومني حنان الأم وشفقة الأب.
অজানা পৃষ্ঠা