ذكرنا آنفا أعمال بطليموس الثاني عشر في مدينة قفط، وكما أشرنا، تظهر كليوباترا على ضريح صغير مخصص للإله جب (شكل
3-10 ). زينت الجدران الخارجية فيما بعد بخليفتها أغسطس، لأسباب سياسية بلا شك أكثر من كونها دينية (شكل
3-11 ). تقف كليوباترا أمام الآلهة مين وإيزيس وحورس (تراونيكر 1992: 285)، تقدم إبريقا يحتوي على البخور. ترتدي الملكة تاجا مكونا من قرص الشمس وقرني البقرة وريشتين، يرتبط عادة بملكات البطالمة، ويظهر اسمها في خرطوشتين. نرى أن النقوش البارزة المصورة (شكل
3-10 ) مصحوبة بنص يقول: «سيدة الدولتين، كليوباترا فيلوباتور (المحبة لأبيها)، المحبوبة من مين-رع في قفط، زوجة الملك، وابنة الملك، والحاكمة العظيمة ... التي تصل إلى عنان السماء» (تراونيكر 1992: 285-287، أشتون 2003د: 25-26).
شكل 3-11: ضريح الإله جب في مدينة قفط. تظهر صورة الحاكم أغسطس على الجزء الخارجي من الضريح.
يوجد بعض الخلاف حول هوية زوجها، الذي كما أشرنا، يقف وحده أيضا أمام الآلهة في أجزاء من الزخارف البارزة على الضريح في قفط (تراونيكر 1992: 322-324، أشتون 2003د: 26 رقم 9)؛ فقد قيل إن الحاكم الذكر هو بطليموس الخامس عشر قيصر، رغم أن لقب قيصر لم يكن موجودا (انظر تراونيكر 1992: 322 للاطلاع على مناقشة لأفكار وايل). تشبه الخراطيش تلك الموجودة في معبد كوم إمبو وكتبت عليها الأسماء التي كان يستخدمها بطليموس الثاني عشر (تراونيكر 1992: 272-273، تيير وفولوخين 2005: 10)؛ ونتيجة لهذا اقترح بعض العلماء أن هذا النصب التذكاري قد أهداه بطليموس الثاني عشر. لكن استخدام لقب «زوجة الملك» إشارة لكليوباترا ربما يشير إلى عدم صحة هذا الأمر، إلا إذا كان هذا اللقب يستخدم ببساطة بمعناه الرمزي والتقليدي للإشارة إلى المرأة المرافقة للملك بصرف النظر عن حالتهم الاجتماعية (بيانشي 2003: 18). توجد أمثلة سابقة على ملوك تزوجوا بناتهم؛ مثلما فعل رمسيس الثاني الذي تزوج بناته نبتاوي وبنت عنتا ومريت أمون وهنوت مير؛ فكل السيدات لقبن بلقب «زوجة الملك العظيم» و«ابنة الملك» (جريتسكي 2005: 69-70). يفضل البعض (بيانشي 2003: 18) النظر إلى ألقاب مثل أخت الملك وابنة الملك والزوجة الملكية العظيمة ولا سيما لقب «المرأة التي تسعد قلب حورس» على أنها ألقاب دينية أكثر من كونها حرفية. يستنتج بيانشي أن الألقاب التي عثر عليها في ضريح الإله جب هي لبطليموس الثاني عشر. ويقال أيضا إن الخراطيش التي تحمل أسماء ذكورية قد تنتمي إلى أحد إخوة كليوباترا، على أساس الألقاب المشتركة (تراونيكر 1992: 320، أشتون 2003د). ومن غير المحتمل أن تحل هذه المشكلة؛ فإن الاستنتاج الوحيد الأكيد لدينا هو أن ضريح الإله جب كان إهداء مبكرا من كليوباترا السابعة وأحد الحكام الذكور، ربما كان بطليموس الثاني عشر أو أحد أبنائه.
إذا كانت مكانة كليوباترا قد ارتفعت لدرجة ظهورها وحدها وهي تقدم قرابين إلى الآلهة خلال فترة حكمها المشترك مع والدها، فإن هذا الوضع لم يظهر في وصيته؛ فكما أشرنا كانت مصر مهداة بالفعل إلى ابنته كليوباترا وابنه الأكبر بطليموس الثالث عشر. ومع ذلك، بشأن خلافة بطليموس الثاني عشر يجدر بنا التفكير في درجة تأثير الرومان، الذين أصروا على ضرورة زواج ملكة سابقة؛ مما أدى إلى الحكم الكارثي قصير الأمد لبطليموس الحادي عشر. بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد ما يشير إلى زواج بطليموس الثاني عشر من ابنته؛ فقد مارسا ببساطة حكما مشتركا.
إن وضع لقب «زوجة الملك» يشير إلى أن هذا الإهداء في المعبد الموجود في قفط حدث في أثناء زواج كليوباترا إما من بطليموس الثالث عشر أو بطليموس الرابع عشر (أشتون في عمل من تحرير ووكر وأشتون 2003: 25-26)؛ مما يجعل هذه القطعة الصغيرة دليلا مهما على المرحلة المبكرة من حكمها المشترك واستقلالها كملكة. وفي عمل مفصل نشر عن هذا النصب التذكاري عام 1992 أشير إلى أن الزوج هو بطليموس الرابع عشر (تراونيكر 1992: 316-317، 322-324).
شكل 3-12: تاج من الحجر الجيري من أحد التماثيل. يتكون التاج من ثلاثة رءوس أفعى وحفرت عليه ألقاب الملكة. متحف بتري للآثار المصرية، كلية لندن الجامعية
UC 14521 .
অজানা পৃষ্ঠা