شكل 3-7: بطليموس الثاني عشر يرتدي تاج مصر العليا من السراديب في أرمنت.
في أقصى جنوب مصر، وسع بطليموس الثاني عشر معبد إيزيس في منطقة فيلة، وزخرف البوابة الأولى. عثر أيضا على ضريح (ناوس) لبطليموس الثاني عشر في دابود، التي تقع جنوب أسوان مباشرة (أرنولد 1999: 221). ومع ذلك، من الواضح أن المنطقة الرئيسية للتطوير في عهده كانت مصر العليا والمعابد التي تشكل حتى الآن المقصد الرئيسي للرحلات النيلية السياحية الحديثة.
شكل 3-8: صورة لختم من الطمي تظهر صورة بطليموس الثاني عشر وكليوباترا الخامسة أو السابعة. بتصريح من متحف أونتاريو الملكي. حقوق الطبع محفوظة لمتحف أونتاريو الملكي.
كانت العملات التي ضربت في عهد بطليموس الثاني عشر تحمل صورته، لكن لم تكن عليها صورة زوجته، فيمكننا أن نرى صورة لرجل شاب يشبه الآلهة لديه ذقن قوي وأنف معقوف على وجهي العملات المستخدمة في الإسكندرية، وستستخدم كليوباترا ومارك أنطونيو هذه السمات الشكلية فيما بعد. توجد صورة واحدة فقط لبطليموس الثاني عشر على الأرجح وكليوباترا السابعة في أثناء فترة حكمهما المشترك - ومن المهم التأكيد على أن هذه السيدة من المرجح أن تكون كليوباترا ترايفينا - على ختم من الطمي لأوراق البردي من إدفو ويوجد الآن في متحف أونتاريو الملكي (أشتون 2001ب: 158، رقم 157). يظهر على هذا الختم (شكل
3-8 ) صورة لرجل شاب أشعث الشعر، على غرار عملات بطليموس الثاني عشر. تظهر صورة الأنثى متداخلة مع صورة الذكر من الخلف، ولها أنف بارز ويبدو أنها ترتدي تاجا (إغريقي الشكل) بدلا من الإكليل الملكي؛ مما يشير إلى أنها كانت إلهة وليست مجرد حاكمة. رغم أنه قد قيل إن هذا الثنائي هو بطليموس الثاني عشر وأخته (كريلايس 1975: الصورة رقم 68: 5)، فإنني لا أرى أي سبب شكلي يمنع أن تكون هذه السيدة هي ابنته كليوباترا السابعة.
أثرت الأسماء المصرية التي اتخذها بطليموس الثاني عشر على أسماء خلفائه الذكور، حتى أصبح التمييز بين أسماء بطليموس الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر (تراونيكر 1992: 272-273) يحدث قدرا كبيرا من الارتباك. ومن الألقاب الإغريقية أطلقت كليوباترا على نفسها لقب المحبة لأبيها، وكان لقب المحب لأخته (فيلاديلفوس) هو الاسم الذي اختارته لطفلها الرابع بطليموس. وتماما كما أصبح بطليموس الثاني عشر ديونيسوس الجديد، أصبحت الملكة إيزيس الجديدة؛ ومن ثم لم تتأثر كليوباترا فقط بسياسات والدها، وإنما يبدو أنها واصلت اعتناق انتماءاته الدينية. تظهر الأدلة الوثائقية أن بطليموس الثاني عشر بدأ بإطلاق لقب ثيوس فيلوباتور على نفسه، ثم تسلل لقب نيوس ديونيسوس إلى صيغة الاسم بحيث أصبح اسمه يظهر في الوثائق النموذجية كالتالي: «الملك بطليموس، الإله، ديونيسوس الجديد، المحب لأبيه، المحب لأخته» (جوتييه 1916: 397). استخدم لوح ظهر في وقت لاحق الصيغة التالية: «بالنيابة عن الملك بطليموس، الإله ديونيسوس الجديد وأطفاله الآلهة المحبين الجدد لأختهم» (جوتييه 1916: 400). حقق اتخاذ كليوباترا السابعة لقب المحبة لأبيها هدفين؛ الأول: أنه أدى إلى استمرار اللقب الذي استخدمه والدها. وثانيا: أنه ربطها به بصفتها وريثته الشرعية.
اعتمد بطليموس الثاني عشر على روما في الحصول على السلطة والمكانة بصفته حاكما لمصر. وورثت كليوباترا هذا الدين وسرعان ما وجدت نفسها تعتمد على روما في قمع ثورة هائلة شنها أهالي الإسكندرية. على العكس من أسلافها، حولت كليوباترا موقف الضعف المحتمل هذا لصالحها . وفعلت هذا عن طريق إنجاب أطفال من اثنين من القادة الرومان ذوي السلطة. وإذا صدقنا المصادر التاريخية؛ فقد تسببت كليوباترا في دمار الرومان التي كانت على علاقة مباشرة بهم. (4) المصادر الأدبية: سياسات الأسرة
يناقش كثير من المصادر الرومانية المكتوبة العلاقة بين أبناء بطليموس الثاني عشر، وتوجد إشارات إلى الحكم المشترك بين الملكة وإخوتها في الأدلة الأثرية والمأخوذة من ورق البردي. يشير لوكان إلى زواج كليوباترا من إخوتها في السطور 110-113 و430-455 من قصيدته الملحمية «فرساليا»؛ ففي الموضع الأول تحدث عن انتقال السلطة من الملك (بطليموس الثالث عشر) إلى أخته بسبب علاقتها بقيصر، وفي الموضع الثاني ذكرها كوسيلة لعقد مقارنة غير صحيحة حول مقتل بومبي.
ذكر سترابو أسرة كليوباترا في المجلد 17 (1. 11)؛ إذ حكى عن نفي أوليتس (والد كليوباترا)، وبناته الثلاث وولديه، وحكم ابنته الكبرى مع زوج غير مناسب، ويقال إن أخت كليوباترا قد خنقته بسبب وقاحته. في كتاب سويتونيوس «يوليوس قيصر المؤله» يقال للقارئ إن القيصر سلم مصر إلى كليوباترا وأخيها الأصغر خوفا من أنها إذا تحولت إلى ولاية، فإن حاكمها قد يشن ثورة فيها (35).
استغل يوسيفوس إحدى الفرص، عند مناقشة إهداء أنطونيو منطقة سوريا الجوفاء للملكة، لازدراء شخصية كليوباترا من خلال الحديث عن شئونها العائلية («آثار اليهود القديمة» 15، 4. 1. 88-95): «نظرا لأنها كانت عرضة للجشع بطبيعتها، فإنها لم تترك عملا غير قانوني إلا فعلته؛ فقد ارتكبت أعمال قتل عندما قتلت أخاها بالسم ولم يتعد 15 عاما من عمره لعلمها بأنه سيصير ملكا، كذلك جعلت أنطونيو يقتل أختها أرسينوي في أثناء تعبدها في معبد أرتميس في إفسوس» (انظر أيضا كاسيوس ديو 48. 24. 2). يشير يوسيفوس مرة أخرى إلى مقتل أخي كليوباترا وأختها في كتابه «ردا على أبيون» (المجلد 2. 5). (5) كليوباترا وإخوتها
অজানা পৃষ্ঠা