فليكن الفقر والحسد والطمع والبخل، ولكن برضا يمنع السخط، وسكون يكسر شرة النفس، ورفق لا يعنف على الحق، واعتدال يقر كل شيء على حده؛
8
يومئذ يجد الإنسان في كل نزوة من نزوات جنونه شيئا من الحكمة، أو على الأقل شيئا يمكن من بعض الوجوه أن يسمى في باب المنفعة الإنسانية حكمة. •••
ولقد كان الفقر عريانا يوم كان آدم في الأرض وليس عليه إلا ما خصف من ورق الجنة،
9
وعاش دهرا تحت السماء يلبس من ضياء كل كوكب، ويمرح في ثياب بيضاء من أشعة القمرين؛ إذ لم يكن يعرفه أحد بعد، ولا استطار به سماع السوء
10
في الأحياء، بل كان عنصرا مجهولا في غيث الطبيعة، ولم يكن لهذا الإنسان يومئذ من المعاني الفقرية ... غير شعور طبيعي لا زيغ في تأويله عن الطبيعة، وهو شعور المعدة القوية المعصوبة التي لا تحتمل الشعر والخيال وفنون الكذب العقلي، ولا تشعر إلا لتطلب، ولا تطلب إلا ما تجد، ومتى وجدت وانطفأ نهمها
11
فليس إلا قوة الجسم وانبساط النفس وحمد الله في كل ضرب من ضروب الجمال في الخليقة.
অজানা পৃষ্ঠা