ولو كانت حوا نظرت اليه غير مستتر بالحية لما كلمته ولهربت منه ولم يتهيا له فيها حيلة ولا مكيدة . الا انه احتال بالاستتار بالحية كالمحتال لتعليم الطير المدور اللسان كلام الناس باليونانية وغيره فانه تحضر مراة واسعة كثيرة الضوء ساطعة الشعاع فيضعها بينه وبين الطير ويتكلم بما يريد ان يعلمه الطير واذا سمع الطير ذلك الكلام تشوف نحوه ونظر في المراة فيرى صورة طاير مثله فيفرح به ولا يشك انه طير من جنسه يكلمه فيصغي اليه وينصت للغته . فيلتقفها ويتكلم بها في ساعة . فان الشيطان اللعين لما دخل الحية قصد نحو حوا لما تفردت في الفردوس عن ادم فناداها باسمها . فالتفتت اليه فنظرت الى مثالها من ورا حجاب فناطقها فناطقته فاطغاها بكلامه لان طبع المراة رخو وهي لكل كلام مصدقة فخاطبها في أمر الشجرة المنهي عنها بمتابعتها على شهوتها ووصف لها طيب مذاقتها وانها متى ما اكلت منها صارت الاها . فرغبت فيما رغبها اللعين فيه ولم تكن سمعت من الرب تقدست اسماوه ما
পৃষ্ঠা ৯