ادربيجان عين ما غزيرة فنصب عليها فرسا ابيضا فكان من استحم من تلك العين سجد لذلك الفرس والمجوس تعظم الفرس ومنهم طايفة تسجد له إلى اليوم وسار نمرود حتى بلغ الى بلد ماريون فلما دخل مدينة الطوراس وجد هناك بونيطر بن نوح الرابع وكان عسكر نمرود على بحيرة ونزلها يوما ليستحم فيها . فلما نمرود لبونيطر بن نوح فسجد له . فقال له بونيطر ايه الملك الجبار لم تسجد لي . فقال نمرود سجدت لك القصدك اياي . واقام نمرود عنده ثلث سنين يعلمه الحكمة والحيل . ثم رحل عنه . فقال لنمرود لا تعودن الي ثانية فلما تجاوز نمرود المشرق وضع كتبا أودعها ما علمه بونيطر بن نوح فعجب الناس من حكمته . وكان من القوم الموكلين بخدمة النار رجل يقال له اردشير . فلما راي حكمة نمرود وجودة بصره في النجوم وكانت لنمرود قريحة كاملة فحسده على ذلك اردشير وتضرع الى شيطان كان يظهر له عند النار ليعلمه حكمة نمرود . فقال له الشيطان انك لا تستطيع ذلك حتى تكمل دين المجوسية وكمالها مضاجعة الامهات والبنات والاخوات فاستجاب له اردشير الى ذلك وفعل ما أمره به ومذ ذاك استحلت المجوس نكاح الامهات والاخوات والبنات وعلم الشيطان اردشير علم الرجز والافك والفراسة والبحث والاختلاج والسحر وذلك من علوم الطاغوت . وتعاطي هذا العلم الكذابون وهم السريانيون وقوم يقولون هو لسان النبط . فكل من استعمل شيا من هذه العلوم فذنبه عند الله عظيم واما العلم الذي تعلمه نمرود من بونيطر فان بونيطر بن نوح تعلمه من الله عز وجل . لانه حساب النجوم والسنين والشهور . واليونانيون يسمون هذا العلم اصطرونوميا والفرس يسمونه اصطرولوجيا وابتنى نمرود في المشرق مدنا عظيمة وهي حدانيون والراسر وسلق وقطسفيون وروحين ومدن اذربيجان وتلالان وغير ذلك مما اصطفاه لنفسه . ولما اتت لتارخ ابي ابرهيم ميتان وثلث سنين توفي . ودفنه ابرهيم ولوط في مدينة حران . وأمره أن
يصير الى الارض المقدسة . فحمل ابرهيم سارة زوجته ولوط بن / اخيه وصار الى ارض الامورانين . وكان ابرهيم البار اذ ذلك ابن خمس وسبعين سنة . ولما اتت له ثمانون سنة حارب الامم وهزمها واستنقذ لوط منهم ولم يكن له في ذلك الوقت ولد . لان سارة كانت عقيما فلما انصرف من حرب الامم امره الله بالمسير وان
পৃষ্ঠা ৩৭