خاله المحقق الحلي الذي أحاطه برعاية تامة وتشجيع مستمر، فتقدمت شخصية العلامة شيئا فشيئا وصار يشار إليه بالبنان.
وقبل أن يتم سن التكليف حصل على إجازة الاجتهاد، وهو أول من روج وقوم وقرر رسوم الاجتهاد، فصار يطلق عليه لقب آية الله.
*كانت فترة الصبا بالنسبة إليه فترة عصيبة ومؤلمة، حيث عاصر أحداث غزو هولاكو وما جرى فيها من مجازر، ورأى بعينه كيف أن والده جاء بكتاب الأمان لأهل الحلة.
*عكف على دراسة المعقولات والتزم درس الخواجه نصير الدين الطوسي عند ما جاء إلى العراق فدرس على يديه الفلسفة والكلام والفلك والنجوم، وكان ملازما له حتى في سفره، وسأله مرة عن اثني عشرة مسألة كلها من مشكلات المسائل فأجاب الخواجة عن بعضها وأجل بعضها مما جعل الخواجه يثني عليه وعلى علمه.
*ما أن دخل في العقد الثالث من العمر حتى أكمل مصنفاته الكلامية والحكمية، ولذلك وصفه الخواجه الطوسي-عند ما زار الحلة-بقوله: فوجدت في الحلة عالما إذا جاهد فاق.
*حضر دروس فطاحل العلماء وأهل التدريس من الخاصة والعامة فأزخر بالعلوم، فذاع صيته وارتفعت مكانته بالبلاد وشاع أمره بين الناس لنبوغه الفكري، وتميز بين أبناء جيله ببراعة بيانه وكثرة مؤلفاته مما جعله المؤهل لأن يحل مكان خاله المحقق عند ما توفي، فصار درسه حافلا بطلبة العلوم وقد حضره العديد من خيار العلماء، وقيل: حضر درسه في الفقه والأصول العلامة الخواجه نصير الدين الطوسي أيضا.
*كانت له مناظرات مع كبار العلماء وكان صاحب القول الفصل فيها، حيث كان قوي الحجة بمناظراته يفحم خصمه بالأدلة العقلية والنقلية، حتى دان له خيرة علماء أهل العامة بالفضل والمعرفة وحسن الحجة والبرهان.
পৃষ্ঠা ১৫