وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز (1) [حكم] (2) بلزوم هذه المفاسد؛ لانتفاء الرئيس، فلو قام غيره مقامه لم تكن لازمة؛ لانتفاء الرئيس.
ولقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (3) جعل طاعة الرسول وطاعة أولي الأمر متساويتين؛ لاقتضاء العطف المساواة في العامل، وكما أن طاعة الرسول لا يقوم غيرها مقامها كذلك طاعة أولي الأمر، فلا يقوم غيرها مقامها.
وأيضا فلأن الوجوب عند المعتزلة (4) مشروط باشتمال الفعل على مصلحة أو وجه يقتضي وجوبه، فإن قام غيره مقامه وكان مساويا له في الإمكان والقدرة عليه والمصالح والوجوه الموجبة للوجوب، [بحيث] (5) لا يشتمل أحدهما على وجه موجب للوجوب ويخلو الآخر عنه، استحال إيجاب أحدهما عينا ووجب إيجابهما تخييرا، [ولا شك في وجوب] (6) الإمامة في الجملة، فلو قام غيرها مقامها وكان
المعتزلة: ويسمون أصحاب العدل والتوحيد، ويلقبون بالقدرية والعدلية. وظهرت هذه الفرقة إلى عالم الوجود في زمن بني أمية، وجاءت كلمة (معتزلة) من قول الحسن البصري لتلميذه واصل بن عطاء عند ما اعتزل عن مجلسه إلى أسطوانة من أسطوانات المسجد: اعتزل عنا واصل.
فسمي هو وأصحابه ب: (المعتزلة) . وتعد فرقة المعتزلة من الفرق الإسلامية الكبيرة، وقد افترقت فيما بينها إلى عشرين فرقة، كل واحدة تكفر سائرها. الفرق بين الفرق: 114-116. الملل والنحل 1: 43-46. موسوعة الفرق الإسلامية: 474-477.
পৃষ্ঠা ৫৯