47

كتاب الزيارة من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية

كتاب الزيارة من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية

সম্পাদক

سيف الدين الكاتب

প্রকাশক

دار مكتبة الحياة الطباعة والنشر

[ما يجوز ان يسأل الله به ويتوسل به وما لا يجوز]

والعبد يسأل ربه بالأسباب التي تقتضي حصول مطلوبه، وهي الأعمال الصالحة التي وعد الثواب عليها، ودعاء عباده المؤمنين الذين وعد إجابتهم كما كان الصحابة يتوسلون إلى الله تعالى بنبيه، ثم بعمه، وغير عمه من صالحيهم: يتوسلون بدعائه وشفاعته، كما في الصحيح: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - استسقى بالعباس، فقال: اللهم! إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون. فتوسلوا بعد موته بالعباس، كما كانوا يتوسلون به، وهو توسلهم بدعائه وشفاعته. ومن ذلك ما رواه أهل السنن وصححه الترمذي: «أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ادع الله أن يرد علي بصري، فأمره أن يتوضأ، ويصلي ركعتين، ويقول: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد، نبي الرحمة، يا محمد! يا رسول الله! إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها، اللهم: فشفعه في». فهذا طلب من النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يسأل الله أن يقبل شفاعة النبي له في توجهه بنبيه إلى الله هو كتوسل غيره من الصحابة به إلى الله، فإن هذا التوجه والتوسل هو توجه وتوسل بدعائه وشفاعته.

وأما قول القائل: أسألك أو أقسم عليك بحق ملائكتك، أو بحق أنبيائك أو بنبيك فلان أو برسولك فلان، أو بالبيت الحرام، أو بزمزم والمقام، أو بالطور والبيت المعمور، ونحو ذلك. فهذا النوع من الدعاء لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، ولا التابعين لهم بإحسان، بل قد نص غير واحد من العلماء كأبي حنيفة وأصحابه - كأبي يوسف وغيره من العلماء - على أنه لا يجوز مثل هذا الدعاء، فإنه أقسم على الله بمخلوق، ولا يصح القسم بغير الله، وإن سأله به على أنه سبب ووسيلة إلى قضاء حاجته.

47