ونشرت اللجنة على الناس في البدء كتاب «ضبط الأعلام» وأتبعته بكتاب «لعب العرب» و«تاريخ الأسرة التيمورية» فكتاب «الأمثال العامية».
وهي تصدر اليوم كتاب «الكنايات العامية» وهو بحث جديد في عالم المطبوعات، بل هو من خير ما بحثه مؤلفه في موضوعه، كما أنه من خير ما درسه وما حققه، مما يدل على مبلغ ما وصل إليه من عناية في معالجة هذه الموضوعات بلغة عذبة فيها وضوح وفيها حسن بيان.
والمقصود بالكناية أن يتكلم المرء كلاما أو يقول قولا يعني به غير ما يقول أو يتكلم، أو ما يدل عليه ظاهر اللفظ.
ومن ذلك فإن «الكناية» هي تعبير المرء عن الأفعال التي تستر عن العيون عادة، من نحو قضاء الحاجة بألفاظ تدل عليها غير موضوعة لها تنزها عن إيرادها على وجهها وتحرزا مما وضع لأجلها، إذ الحاجة إلى ستر أقوالها كالحاجة إلى ستر أفعالها.
وللكناية كذلك عدة فوائد، منها: التحرز من ذكر الفواحش السخيفة بالكنايات اللطيفة، وإبدال ما تمجه الأسماع بما لا تنبو عنه الطباع، ومنها التوسع في اللغات والافتنان في الألفاظ والعبارات، فقد كنوا - مثلا - عن «جامع كل شيء» بسفينة نوح.
وفي القرآن الكريم:
وإذا مروا باللغو مروا كراما
فكنوا عن لفظه ولم يوردوه فإنهم أكرموا أنفسهم عن التلفظ به.
و
هن لباس لكم وأنتم لباس لهن ، فكنى عن كل من النساء والرجال باللباس، وفيه كذلك يكنى عن النساء بالقوارير، كما يكنى عنهن بالريحان.
অজানা পৃষ্ঠা