فان كنت ذا عزم على ان تزورنا
فبادر وعجل فالهلال ابن ليلته
ومن كناية مجان بغداد عن تلك الحال في فم القنينة ليف قال ابن الحجاج
أحن اذ رأيت الكس ليلا
بجنبي وهو منتوف نظيف
ولست أعافه ان جاء يوما
وفي فمه وأعلا الراس ليف
إذا سمط الخروف أكلت منه
ولست أعافه وعليه صوف
" ويحكى " ان الوليد بن يزيد أراد امرأة من قريش على ما يفعل بالاماء فقالت
صاعد أمير المؤمنين صاعد
لست كما اعتدت من الولائد
" ويحكى " أن بعض الاكاسرة خرج متصيدا فتفرد عن أصحابه فاذا بشيخ كبير يعمل في أرض له فقال له ياشيخ هلا أدلجت فيكون لك من يكفيك فقال أدلجت ولكن ضللت الطريق فقال له زه فلما تلاحق بالملك أصحابه أعطي الشيخ أربعة آلاف درهم " أراد " هلا نكحت وأنت شاب فيكون لك اليوم من يكفيك من أولادك وقوله أضللت الطريق يحتمل معنيين احدهما انه لم يتزوج شابة ولودة والآخر انه لم يتبع ما كتبه الله له " وحكى " المازني قال جلس نساء ظراف إلى بشار بن برد فتحدث وتحدثن ثم قلنا له لوددنا انك ابونا فقال على اني على دين كسري " وسمعت " ابا نصر سهل بن المزرباني يقول في المذاكرة شئل بعض النساء التي كان عمر بن عبد الله بن ابي ربيعة يشبب بهن عن حالها معه فقالت لعن الله ذلك الفاسق جمعني واياه مكان كذا عن خلوة كذا فحللت منه بواد غير ذي زرع تكنى عن عجزه في النكاح " ولما قال " ابو الصمت وهو اعرف بالشعر لعلي بن الجهم
لعمرك ما جهم بن بدر بشاعر
وهذا علي بعده يدعي الشعرا
ولكن ابي قد كان جارا لامه
فلما ادعي الاشعار أوهمني امرا
استظرف الناس هذه الكناية وسار البيتان كل مسير فقال علي والله ما هو بابي عذرة هذا المعنى وانما نسج منوال ما دار بين الفرزدق وكثير فسئل عن ذلك فقال بلغني ان كثيرا أنشد لنفسه قصيدة استحسنها السامعون وفيهم الفرزدق فقال كثير يا ابا ضحوك هل كانت امك ترد البصرة فقال لا يا ابا فراس ولكن كان ابي كثيرا ما يردها " ومن " خبيث الهجاء المشتمل على التصريح قول ابي الحسن بن طبا طبا العلوي لابي علي بن رستم وكانت حرمته تتهم بآذريون غلامه
يا رستمى لقد لهوت ببركة
أصبحت تحمي حسنها وتصون
والعرس لاهية ببركتها التي
يجري اليها الماء آذريون
" سئل " رجل عن امرأة فقال فيهل خصلتان من خصال الجنة يكنى عن البرد والسعة " وحديثي " ابو سعد نصر بن يعقوب فقال طلب رجل غريب ببغداد امرأة حسناء يتزوجها فقالت له دلالة عندي هنا امرأة كانها باقة نرجس فخطبها وتزوجها فلما دخل بها اذ هي عجوز دميمة فدعي بالدلالة وقرعها على كذبها فقلت ما كذبتك حين قلت كأنها باقة نرجس وانما كنيت عن صفرة وجهها وبياض شعرها وخضرة ساقها " ومن نوادر " ما كنى به عن المرأة الخائنة لفراش زوجها قول ابن الرومي ويقال لابي علي البصير
أنت يا شيخ نائم فتنبه
وانتصحني فلست من غشاشك
لك أنثي تزيف في كل وكر
وتر بي الفراخ في أعشاشك
والعامة تكنى عن استئناف العاشقة ومعاودة المواصلة بعد وقوع الفترة وحدوث السلوة بتسخين الازار كما كتب بعضهم لعشيقه له.
خلوت بذكركم إذ غاب عني
رقيب كنت قد ما أتقيه
وبردت المقيل فدك نفسي
وتسخين الأرز يطيب فيه
" وقال الآخر "
ولست أحب الرز أول طبخه
فكيف أحب الرز وهو مسخن
الباب الثاني في ذكر الغلمان والذكران ومنهم يقول بهم " الكناية عن أوصافهم وأحوالهم "
" فصل في الاحتلام والختان "
يكنى عن الختان بالطهر والتطهر: ومن املح ما سمعت في ذلك قول الصنوبري
اري طهر سيثمر بعد عرسا
كما قد يثمر الطرب المدامه
وما قلم بمغن عنك الا
إذا التقيت منه كالقلامه
وما ينقضي تعجبي من حسن هذه الكناية وملاحة هذا التمثيل كما لا يتناهى اعجابي بقول ابي ابراهيم اسماعيل بن احمد العامري الشاشي من قصيدة مدح بها فخر الدولة وكنى عن تطهير ولديه باحسن كناية وما اظن ان احدا خاطب ملك في معناه باحسن وابدع منه
পৃষ্ঠা ৬৪