ولما أراد للمتوكل أبا العيناء على منادمته فال له يا أمير المؤمنين أنا محجوب والمحجوب يجور قصده ويقبل على من لا يقبل عليه وكل من في مجلسك يخدم وأتا أحتاج أن أخدم فيه " ويكنى " عن الاعور بالممتع وعن الذي في عينه نقطة بياض بالكوكبي والمكوكب وعمن بوجهه أثر بالمشطب " وما " أحسن ما كنى عوف بن محلم عن الصمم بقوله
ان الثمانين وبلغتها
قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
" فصل في البخل "
يكنى عن البخيل بالمقتصد ويقال فلان نظيف المطبخ وفلان نقي القدر قل الشاعر
بيض المطابخ لا تشكو إمائهم
طبخ القدور ولا غسل المناديل
" وقال آخر
مطبخ داود في نظافته
أشبه شيء بعرش بلقيس
ثياب طباخه إذا اتسخت
أنقى بياضا الفراطيس
أبو نواس
رأيت قدور الناس سودا من الصلى
وقدر الرقاشبين بيضاء كالبدر
وقال الجماز لرجل رحم الله أباك فقد كلن نظيف منديل الخوان قال الاستاذ الطبري
فتى محتصر المأكو
ل والمشروب والعطر
نقى الخبز والقص
عة والمنديل والقدر
قليل النمل والذبان
والجرذان والهر
وفي ذكر قلة الجرذان تقول اعرابية لبعض الخلفاء أشكو قلة الجرذان فقال ما أحسن هذه الكناية لاكثرن جرذانك وأمر لها بطعام كثير ومال ومن نادر الكناية عن البخل بالطعام قول حمير وقد سئل عمن يحضر مائدة محمد بن يحيى فقال أكرم الخلق والأمهم يعنى الملائكة والذباب وليس بالبارد قول حماد عجرد
زرت أمرأ في بيته ما جدا
له حياء وله خير
يكره أن يتخم أضيافه
ان اذى التخمة محذور
ويشتهي أن يؤجروا عنده
بالصوم والصائم مأجور
ومن ذلك قول الآخر
على أبوابه أي وجه
قصدت له أخو مر بن اد
ومما يستحسن في هذا الباب قول ابن طبا طبا العلوي
وكاتب حاسب ان رمت ملتمسا
ما في يديه إذا ما رحت مجتديه
أضاف تسعين تقفوها ثلاثها
إلى ثلاثة آلاف وتسعمايه
وقوله في هذه الكناية بعينها
ان رمت ما في يديك مجتديا
أوجئت أشكو اليك ضيق يدي
عقدت لي باليسار أربعة
مقبوضة سبعة من العدد
" فصل في الكناية " عن جملة من المعائب والأخلاق المذمومة
إذا كان الرجل جاهلا قيل فلان من المستريحين لقولهم استاح من لا عقل له " فاذا كان " سليم الناحية ابله قيل فلان من أهل الجنة لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول أكثر أهل الجنة البله " فاذا كان " أحمق قالوا نعته لا ينصرف وأنشدني " أبو الحسن الشهرزوري قال أنشدتي أبو الحسن اللجام لنفسه في ابن مطران الشاشي لما صرف عن بريد الترمذية
قد صرفنا وكل من
قبلنا فهو منصرف
وصرفنا بشاعر
نعته ليس ينصرف
فاذا كان فضوليا داخلا فيما لا يعنيه متكلفا مالا يلزمه قالوا هو وصي آدم وقد توضع هذه الصفة موضع المدح كما قال الشاعر
وكات آدم حين حم حمامه
وصاك وهو يجود بالحوباء
ببليه أن ترعاهم فرعيتهم
وكفيت آدم غلة الابناء
فاذا كان وقحا قالوا هناك درقة وحدقة ووجنة مطرقة " وهذه " اللفظة للصاحب من كتاب له إلى ابي العباس الضبي في ذكر ابي الحسن الجوهري الشاعر فاذا كان قليل الدماغ قالوا فلان فارغ الغرفة قال الشاعر
صاحبنا احواله عاليه
لكنما غرفته خاليه
فاذا كان كثير الطيش قالوا احضر معه وتدا " فاذا " كان كذوبا قالوا الفاختة عنده ابو ذر وهذه اللفظة عذبة من ملج الصاحب ولم اسمع في معناها احسن وابلغ منها لان الفاخته يضرب بها المثل قال الشاعر
اكذب من فاخته
تقول وسط الكرب
والطلع لم يبدلها
هذا اوان الرطب
وابو ذر الغفاري من يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما أظلت الخضراء وما اقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر " ومن " كناياتهم عن الكذب فلان يلطم عين مهران " ومهران " رجل يضرب به المثل في الكذب " فاذا " كان ملولا قيل فلان من بقية قوم موسى كما قال
পৃষ্ঠা ৭৩