صفحت لدهري عن جميع هناته
وغددت يوم الباغي أسنى هباته
وقابلت اشجارا هناك بقد من
تعطل غصن البان عن حركاته
ويخجل ورد الباغ عند طلوعه
ويعزله بالورد في وجناته
ويسجد نور الاقحوان لثغره
ويقصر نشر الورد عن نفحاته
ولما دجي الليل استعاد سنا الضحى
بوجه جميع الحسن بعض صفاته
فيالك من ليل رقيق ظلامه
بتأليف شمل الانس بعد شتاته
ومن ردى هذا الفصل قول بعض الفضلاء
اني إذا حان سكري
وكان وقت مقيلي
أدخلت اصبع بطني
في عين ظهر خليلي
ومن جيد الكناية عن التفخيذ قول ابي نواس
وغزال تشره النف
س إلى حل ازراره
بسطته سورة النا
س لنا بعد ازوراره
فاطفنا بحواليه
ولم نعرض لداره
" فصل في الكناية عن اللواط وأهله "
إذا كان الرجل يقول بالغلامان دون النسوان قيل فلان يؤثر في صيد البر على صيد البحر " فلان " يقول بالظباء ولا يقول بالسمك " وفلان " يحب الحملان ويبغض النعاج قال ابو نواس
اني امرء ابغض النعاج وقد
يعجنني من نتاجها الحمل
وفلان يميل إلى من لا يحيض ولا يبيض قال الشاعر
جعلت فداك ما اخترناك الا
لا نك لا تحيض ولا تبيض
ولو ملنا إلى وصل الغواني
لضاق بنسلنا البلد العريض
وفلان يكتب في الظهور وفلان يحب الميم وببغض الصاد " وقد " اساء ابن الرومي في قوله
بغضي لصاد شهير انني رجل
اصفى المودة مني للحواميم
وليس بغضي لقرآن ولا مقتى
اياه لله بل للصاد والميم
" وقال آخر "
لعجم الصاد ارضى الله قدما
وعبد الله يعجم كل ميم
ويقال فلان من العطارين والعطار كنايه عن الكناس في كثير من البلدان قال ابو اسحاق الصابي في ذم اللاطه
لحاجة المرء في الادبار إدبار
والمآلون إلى الاحراح أحرار
كما من نظيف ظريف باتت ممتطيا
ظهر الغلام فأضحى وهو عطار
فاذا كان يقول بالمرد الجرد قيل شرطه أهل الجنة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصفهم جرد مرد مكحلون: فاذا كان يقول بالصغار دون الكبار قيل فلان يؤثر السخال على الكباش " ويروي " ان حماد عجرد لما قعد لتأديب ولد العباس بن محمد قال بشار بن برد
قل للامير جزال الله صالحا
لا يجمع الدهر بين السخل والذيب
السخل غر وهم الذئب غفلته
والذئب يعلم ما بالسخل من طيب
" وقال ايضا "
يا ابا الفضل لا تنم
وقع الذئب في الغنم
ان حماد عجرد
شيخ سوء قد اغتلم
بين فخذيه حربه
في غلاف من الأدم
وهو ان نال فرصة
مسح الميم بالقلم
فلما شاعت الابيات امر العباس باخراج حماد " ونظير " هذه السعايه قول ابي اسخاق الصابي في كتاب
يا ابا الفضل استمع
قول امرئ يصفيك حبا
سرح غلمانك قد
أصبح للسرحان نهبا
وكان لابن سكرة الهاشمي غلام يستشرطه فلما كبر اخرجه من داره فقيل له في ذلك فقال
ما تركناه وفيه
لمحب من طباخ
هدر الطير ومن
عاداتنا اكل الفراخ
وإذا كان الرجل يقول بالصغار والكبار قيل فلان يصطاد ما بين الكركي إلى العندليب " فاذا كان " يقول بالزنا واللواط كلاهما قيل فلان يصيد الطيرين ويقبض الديوانين وفلان قلم برأسين وينشد
أي دواة لم يلقها قلمه
وأي سطح لم ينله سلمه
فاذا كان يأتي ويؤتي قيل فلان لحاف ومضربه وفلان يذعن للقصاص فطورا سقف وطورا أرض " فاذا كان " يقول بحسن الوجه دون الجسامة قيل هو يقول بالدنيا دون الآخرة " فاذا كان يقول بهما جميعا قيل هو يقول بالآخرة ولا ينسى نصيبه من الدنيا " فاذا جمع " الغلام هاتين الصفتين قيل هو دنيا وآخره " فاذا كان " وسيما غير جسيم قيل هو منافق وقد تقدم ذكره
পৃষ্ঠা ৬৮