155

الرسول قالها لشهد الدليل العقلي بجهل القائل فإنه لا أينية لله تعالى فلما اقالها الرسول وبانت حكمته وعلمه علمنا أنه تنزل للجارية والله أعلم وقال في الباب الثامن والثمانين وثلاثمائة في قوله : "جعلت قرق عيني في الصلاة" : ليس المراد به المناجاة وإنما المراد به شهود من ناجا فيها قال: ولهذا قال : "إن الله في قبلة أحدكم"، وقال: "اعبد الله كأنك راه" خطابا لمن ليس في مقامه ، فإنه كان يراه في عبادته ما كان كأنه يراه. وأطال في ذلك.

وقال في قوله تعالى: (للذين أحسنوا الحتنى وزييادة) [يونس: 26]: األت شيخنا عن هذه الزيادة فقال : ما لا يخطر بالبال وقال تعالى: فلا تلم نفس ما أخفى) [السجدة: 17] فنكر ونفى العلم بما أخفى لهم من قرق أعين، فعلمنا على الإجمال أنه أمر مشاهد لكونه قرنه بالأعين ولم يقرنه ابالأذن ولا بشيء من الإدراكات وفي الحديث : "إن في الجنة ما لا عين رأت اولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشره . فلا بد أن يكون غير معلوم للبشر اولا بد أن يكون للبشر صفة غير معلومة ولا معينة ليحصل لذلك الشخص.

الجزاء الذي لم يخطر على قلب بشر موازنة مجهول لمجهول. وقال: كل اعمل لم يظهر له الشارع تعليلا من جهته فهو تعبد محض، والعبادة مع عدم امعرفة العلة أظهر من العمل المعلل فإن العمل إذا علل ربما يكون الباعث العبد على ذلك العمل حكمة تلك العلة وإذا لم يعلل لم يقمه إلى ذلك العمل لا العبادة المحضة امتثالا لأمر الله لا غير. وقال: ثم مقام للأنبياء اطب منهم أن يطلبوا رؤية الحق تعالى ولذلك طلب موسى الرؤية وأطال في ذلك والله أعلم ووقال في الباب التاسع والثمانين وثلاثمائة: من أراد فهم المعاني الغامضة في الشريعة فليتعمل في تكثير النوافل في الفرائض، وإن أمكنه أن اكثر من نوافل النكاح فهو أولى إذ هو أعظم نوافل الخيرات فائدة لما فيه من الازدواج والإنتاج فيجمع بين المعقول والمحسوس فلا يفوته شيء من العلم الصادر عن الاسم الظاهر والباطن فيكون اشتغاله بمثل هذه النافلة أتم وأقرب التحصيل ما يرومه فإنه إذا فعل ذلك أحبه الحق وإذا أحبه صار من أهل ال ه الكبريت الأحمر / م11.

অজানা পৃষ্ঠা