133

اخلق فالرحمة مندرجة في بطشه بكل مؤمن فهو أرحم بالعبد من أمه وأبيه فله وقال: الإنكار في التجلي الأخروي خاص بأهل النظر العقلي لا بأهل الكشف وذلك لأن أهل النظر العقلي قيدوا الحق تعالى بعقولهم فلما لم يروا اما قيدوه به في الآخرة أنكروه ألا تراهم إذا وقع التجلي لهم بالعلامة التي اقيدوه بها يقرون له بالربوبية ولو أنه كان تجلى لهم أولا بهذه العلامة لما أنكروه فافهم.

وقال في قوله تعالى: (وكلمته. ألقلها إلى مريم) [النساء: 171]، ثم قال: {وصدقت بكلمكت ربها) [التحريم: 12]: وما هو إلا عيسى فقط فجعله عالى كلمات لها لأنه عليه السلام كثير من حيث نشأته الظاهرة والباطنة ومن حيث إن كل جزء منه باطنا أو ظاهرا هو كلمة فلهذا قال: وصدقت.

كلمت ربها [التحريم: 12]. فأفرد الكلمة باعتبار وجمعها باعتبار.

وقال في قوله تعالى: { إن ريلك هو الخلق العليم) [الحجر: 86]: اعلم أن الحق تعالى خلاق على الدوام ولو كان الأمر على ما قاله مخالفو أهل الحق من بقاء الأعراض لم يصح أن يكون الحق تعالى خلاقا على الدوام فهو امع كل مخلوق (وهو معكز أين ما كنية) [الحديد: 4] يحفظ عليكم وجودكم ووكنتم أمرا وجوديا بلا شك لا يعلم منه إلا الايجاد والوجود وهذا لا يقال الموجود قط كن عدما ولا كن معدوما، لاستحالة ذلك.

ووقال في قوله : "من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة" : إنما لم يقل: من مات وهو يؤمن أو يقول ليعلمنا أن كل موحد ل ه افي الجنة يدخلها من غير شفاعة شافع ولو لم يوصف بالإيمان كقس بن اساعدة وأضرابه ممن لا شريعة بين أظهرهم يؤمنون بها وبصاحبها فقس رضي الله عنه، موحد لا مؤمن فتأمل.

وقال: النفس تذكر وتؤنث قال تعالى: (أن تقول نفس بحسرق على ما لفطت فى جلب الله ) [الزمر: 56] الآية فأنث ثم قال: بل قد جاءتلى ءايقى كذبت بها [الزمر: 59] بتاء مفتوحة خطاب المذكر والعين واحدة فإن النفس

অজানা পৃষ্ঠা