وقال في قوله: "إن أحسنت أمتي فلها يوم وإن أساءت فلها نصف اليوم" : يعني : من أيام الرب الذي هو كألف سنة مما تعدون والمراد بإحسانها انظرها إلى العمل بشريعة نبيها ، وإنما قال : "إن أحسنت وإن أاساءت" ولم يقطع بشيء لعلمه أن أحوال أمته بين حكم الاسم الخاذل ووالناصر وليس ليومهما مقدار معلوم عندنا بل ميزانه لا يعلمه إلا الله. قلت: ووقد أحسنت ولله الحمد وجاوزت الخمسمائة سنة المحسوبة من ولاية معاوية فالحمد لله رب العالمين وقال في الباب التاسع والأربعين وثلاثمائة: قد جمع الله بيني وبين اميع أنبيائه في واقعة حتى لم يبق أحد منهم إلا ورأيته وعرفته وكذلك اجمعني تعالى على ورثتهم من الأولياء وعرفتهم وهم لا ينقصون في كل اعصر عن مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا؛ وأطال في ذلك.
ووقال في الباب الحادي والخمسين وثلاثمائة : قد ذهب بعض العلماء إلى أن الإكراه على الزنى لا يصح وذلك لأن الآلة لا تقوم إلا بسريان الشهوة وحكمها فيه؛ قال: وعندنا أنه مجبور في مثل هذا مكره على أن يريد الوقاع ولا يكون الوقاع إلا بعد الانتشار ووجود الشهوة وحينئذ يعصم نفسه من أذى المكره له على ذلك لتوعده له بقتل أو ضرب أو حبس إن لم يفعل فصح الإكراه في مثل هذا بالباطن بخلاف الكفر فإنه يقنع فيه بالظاهر وإن خالفه الباطن، فالزاني يشتهي ويكره تلك الشهوة من حيث إيمانه ولولا أن الشهوة إرادة بالالتذاذ لقلنا إنه غير مريد لما اشتهاه. وأنشد: ن يشهي الامر قد تراه عير مريد لما أشته اكنه اضطر فاشتهاه في ظاهر الأمر إذ را وقال في الباب الرابع والخمسين وثلاثمائة: من أدب العارف بالله تعالى إذا أصابه ألم أن يرجع إلى الله تعالى بالشكوى رجوع أيوب عليه السلام، أابا مع الله تعالى وإظهارا للعجز حتى لا يقاوم القهر الإلهي كما يفعله أهل الجهل بالله، ويظنون أنهم أهل تسليم وتفويض وعدم اعتراض، فجمعوا بين اجهالتين وأطال في ذلك.
অজানা পৃষ্ঠা