وقال في الباب الثاني والثلاثين وثلاثمائة: في قوله تعالى ( فيه شفا لناس}) [النحل: 69]، أي : العسل : اعلم أنه تعالى لم يذكر للعسل مضرة قط وإن كان بعض الأمزجة يضره استعماله لأن الشفاء هو المقصود الأعظم منه كما أن المقصود بالغيث إيجاد الرزق الذي يكون عن نزوله وقد يهدم الغيث بت العجوز الفقيرة الضعيفة فما كان رحمة في حق هذه المرأة من هذا الوج الخاص لأن هدم البيت المذكور ما هو بالقصد العام الذي نزل له المطر ووإنما كان ذلك من استعداد البيت للهدم لضعف بنيانه فكذلك الضرر الواقع المن أكل العسل إنما ذلك من انحراف مزاجه ولم يكن بالقصد العام.
قلت: وقد تقدم نحو ذلك في الكلام على النية من حيث إنها موضوعة بالأصالة للإخلاص والله أعلم.
وقال فيه في قوله تعالى: تجرى بأعيننا) [القمر: 14]: إنما جمع العيون اهنا وفي قوله: فإنك بأعيننا* [الطور: 48] لأن المراد بهذا الجمع عيون الحافظين للعالم من سائر الخلق فكل حافظ في العالم أمرا ما فهو جملة عيون الحق تعالى قلت: وإلى ذلك الإشارة يقول سيدي محمد وفا رضي الله تعالى عنه: احمد عين الله والصحب أعين، إلى آخر ما قاله فاعلم ذلك ووقد ذكر الشيخ محيي الدين في الباب الخامس وخمسمائة ما نصه: إنما قال تعالى: {فإنك بأعيننا) ليعلمه أنه ما حكم عليه ، إلا بما هو الأصلح عنده سواء سره أم ساءه ، هذا مراده بقوله: "بأعيننا" أي : ما أنت حيث نجهلك وننساك، والله أعلم وقال في الباب الثالث والثلاثين وثلاثمائة: قال إبليس للحق جل ووعلا: يا رب كيف تطلب مني السجود ولم ترد ذلك فلو أردته لسجدت ولم أقدر على المخالفة؟ فقال له الحق جل وعلا: متى علمت أني لم أرد منك السجود بعد وقوع الإباية منك أو قبل ذلك؟ فقال إبليس: ما علمت بذلك إلا بعد ما وقعت مني الإباية؛ فقال الله عز وجل له : بذلك آخذتك فلله الحجة البالغة.
অজানা পৃষ্ঠা