وأغرق الأب والأم في الضحك، وتمت الخطبة. •••
كان أكرم يظن أن الأمور ميسرة، وليس أمامه أية عوائق تحول دون بيع البيت، بل إنه حين ذهب إلى المركز وجد ما يشجعه على هذا الظن؛ فقد ذهب إلى قريبه الحاج شعبان تاجر الغلال. - يا عم الحاج شعبان. - ألف نعم يا أكرم، وأنت فعلا أكرم. - كان جرى بيننا حديث سريع عن بيتنا هنا. - نعم، أنا أرى أنك غير محتاج إليه. - أنا كنت مبقيا عليه لأستعين بثمنه على زواجي، وشراء شقة في القاهرة، وأقيم بها أنا وزوجتي. - ونعم الرأي. - وأنا فعلا خطبت. - فعلا. - ألف مبروك. دون أن تقول لي؟ - إنها زميلتي في الكلية، والأمر لم يعد الاتفاق المبدئي، أما في الخطوبة الرسمية فأنت الذي ستقوم بها إن شاء الله طبعا. - على بركة الله. - الآن بيع البيت أصبح ضرورة. - كن تاجرا ولا تقل هذا. - أنا أقوله لك أنت فقط. - اسمع يا بني، كأنك لم تكلمني، وأنا سأعرض البيع، وإذا لم تعجبني الأسعار فسيكون لي رأي آخر. - اترك لي فرصة. - أسبوع. ••• - خيرا يا عم الحاج شعبان. - كل الخير، أحسن سعر وصلت إليه خمسة وثلاثون ألف جنيه، وأنا أرى أنه سعر مناسب، وإلا كنت اشتريته أنا. - توكلنا على الله. •••
وفجأة بدأت الدوامة. •••
قال أكرم لمنصور وأمين: اتضح أن البيت ملاصق لعمارة يملكها رفعت، ويأبى جشعه إلا أن يشتري البيت أيضا.
سأل منصور: ما البأس؟ إنه سيشتري بالشفعة، فليدفع الثمن المعروض. - هنا المصيبة، يأبى أن يدفع أكثر من عشرة آلاف جنيه.
سأل أمين: والمشترون الآخرون؟ - فروا جميعا. هددهم بالقتل إن رفع واحد منهم السعر عن عشرة آلاف جنيه، والأرض هي الأخرى وسط أرضه وأوقف عنها الشراء تماما. - لا إله إلا الله. - ماذا أفعل؟
قال أمين: لا تفعل شيئا. توكل على الله.
والتفت إلى منصور وقال له: أيلزمك هذا البيت يا أستاذ منصور؟ - أنا مستعد أن أشتريه، ولن تكون علي خسارة. - بل أنا محتاج إليه، وما ضاع مال أنفق في شراء بيت وفي موقف كهذا.
ثم نادى: يا راضي.
وحين جاء راضي قال أمين: اذهب مع الأستاذ أكرم واكتبا عقد بيع البيت. سيعطيك هو حدوده وأنا في انتظاركما.
অজানা পৃষ্ঠা