খুরাফা: একটি খুব ছোট পরিচিতি
الخرافة: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
بعبارة أخرى، كان هناك في الأصل التضحية الطقوسية التي قام بها الإله أدونيس، إضافة إلى أي سبب غير خرافي قدم تبريرا لها. ولم تقتصر تلك الطقوس على القتل فقط بل على الحداد وأيضا الأمل في بعث أدونيس. وما إن ذهب سبب الطقوس طي النسيان، حتى اختلقت أسطورة أدونيس باعتباره إله النبات الذي مات وبعث بعد الموت لتفسير الطقوس. والأسطورة كتعبير وثني وليس مسيحيا لا ترى في القتل خطيئة.
تتمثل أحد أوجه القصور الرئيسة في نظرية سميث في أنها تفسر الأسطورة فقط وليس الطقس، الذي يفترض وجوده المسبق. ويتمثل أحد أوجه القصور الأخرى في أن النظرية تقصر الأسطورة بوضوح على الطقس، وإن كان سميث يتتبع التطور اللاحق للأسطورة بصورة مستقلة عن الطقس. ولكن بقدر ما تشمل الأسطورة - باعتبارها تفسيرا للطقوس - أفعال الإله بطريقة نموذجية، تدور من البداية حول ما هو أكثر من الطقس الصرف، مثلما يرى سميث نفسه.
إي بي تايلور
في زعمه أن الأسطورة تفسير للطقس، كان سميث ينكر المفهوم الشائع للأسطورة، الذي تبناه إي بي تايلور. ولنتذكر معا أن تايلور اعتبر الأسطورة تفسيرا للعالم المادي، ليس للطقس، وأنها تمتلك تأثيرا مستقلا عن الطقس، وأنها تعبير وليس فعلا، وترتقي إلى مرتبة العقيدة، وتقدم في صورة قصة. وفي رأي تايلور، يمثل الطقس بالنسبة إلى الأسطورة ما تمثله الأسطورة بالنسبة إلى الطقس من منظور سميث؛ أي شيئا ثانويا. وبينما تفترض الأسطورة، كما يرى سميث، الوجود المسبق للطقس، يفترض الطقس في رأي تايلور الوجود المسبق للأسطورة. ويعتقد تايلور أن الأسطورة تعمل على تفسير العالم كغاية في حد ذاتها، وأن الطقس يطبق هذا التفسير للتحكم في العالم. ويعتبر الطقس هو «تطبيقا» للأسطورة، وليس «موضوعا» لها، بينما يظل موضوعها هو العالم. ولكن لأن الطقس يعتمد على الأسطورة والأدهى من ذلك أن التفسير من منظور تايلور يعتبر أكثر أهمية من التحكم في العالم، فإن الأسطورة تعد سمة مهمة للدين أكثر منها سمة مهمة للطقس. إذن، ربما كان سميث يتحول تدريجيا إلى معارضة تايلور من خلال قوله إن «الدين في العصور البدائية لم يمثل نظاما لمعتقدات لها تطبيقات عملية»، وإنما كان «مجموعة من الممارسات التقليدية الثابتة».
ويشبه سميث تايلور في ملمح واحد مهم؛ فكلاهما يعتبر الأسطورة قديمة بالكامل. فلا يشتمل الدين الحديث على الأسطورة ولا على الطقس أيضا. ولا تعتبر الأسطورة والطقس قديمين فقط، بل «بدائيين» أيضا. وفي حقيقة الأمر، يرى تايلور وسميث أن الدين القديم ليس سوى إحدى حالات الدين البدائي، الذي يختلف اختلافا أساسيا عن الدين الحديث. وبينما لا يوجد في الدين الحديث أسطورة وطقوس في نظر تايلور - لأن الدين لم يعد يدور حول العالم المادي، بل يمثل مزيجا من الأخلاقيات وما وراء الطبيعة - فإن الدين الحديث في رأي سميث لا يشمل أسطورة وطقوسا؛ لأن الدين الحديث مزيج من الأخلاقيات والمعتقدات. ويذهب تايلور إلى أن الدين الحديث، نظرا لافتقاره إلى الأساطير، يعد تدهورا عن عليائه القديمة والبدائية، بينما يعتبره سميث قفزة إلى الأمام بعيدا عن بداياته القديمة والبدائية؛ بسبب انفصاله عن الأسطورة، بل عن الطقس. ويتمثل النموذج الأمثل للدين الحديث في نظر سميث في مذهبه البريسبيتاري الكاره للطقوس؛ نظرا لمعاداته الكاثوليكية. ويدور النقد الرئيس الموجه لكل من تايلور وسميث حول حصرهما للأسطورة والطقس على حد سواء في الدين القديم والبدائي.
جيه جي فريزر
في الطبعات العديدة لكتاب «الغصن الذهبي»، أخذ جيه جي فريزر النظرية الطقوسية للأسطورة لمنحى أبعد مما وصل إليه صديقه سميث، الذي أهدى إليه الكتاب. وبينما يشتهر كتاب «الغصن الذهبي» بالتقسيم الثلاثي لجميع الثقافات؛ إلى مراحل ثلاثة: السحر والدين والعلم، يتحدث الجانب الأعظم من الكتاب في الحقيقة عن مرحلة وسيطة بين الدين والعلم؛ مرحلة تشتمل على السحر والدين مجتمعين. ولا يمكن العثور على طقوسية الأسطورة إلا في هذه المرحلة البينية، التي تتصف بالقدم والبدائية؛ لأن في هذه المرحلة فحسب تعمل الأساطير والطقوس معا.
وفي حقيقة الأمر، يعرض فريزر - الذي نادرا ما يكون طرحه متسقا - نسختين متمايزتين من النظرية الطقوسية للأسطورة. في النسخة الأولى، وهي النسخة التي ناقشناها بالفعل في الفصل
الأول ، تصف الأسطورة حياة إله النبات، الإله الرئيس في معبد الآلهة، ويمثل الطقس الأسطورة التي تصف موته وبعثه من جديد. ويعتمد الطقس في تمثيله للأسطورة على قانون التشابه السحري، الذي من خلاله يؤدي تقليد فعل ما إلى وقوعه. ويتمثل أوضح الأمثلة على هذا النوع من السحر في سحر الفودو؛ يتلاعب الطقس بصورة مباشرة بإله النبات، وليس بالنبات نفسه، ولكن ما يحدث للإله ينعكس تلقائيا على النبات. ويعتبر خضوع النبات مباشرة إلى أحد الآلهة ميراثا متخلفا عن الدين، بينما تعتبر إمكانية التحكم في النبات، حتى لو كان ذلك فقط بصورة غير مباشرة عن طريق الإله، ميراثا متخلفا عن السحر. ويعني مزج الأسطورة والطقس المزج بين الدين والسحر:
بناء عليه، استبدلت النظرية السحرية القديمة للفصول وحلت محلها نظرية دينية، أو بالأحرى استكملتها. ويرجع ذلك إلى أن البشر، على الرغم من أنهم صاروا الآن يعزون الدورة السنوية للتغيير إلى تغييرات مقابلة في آلهتهم، كانوا لا يزالون يعتقدون أنهم بإجراء طقوس سحرية محددة سيستطيعون مساعدة الإله الذي كان يمثل مبدأ الحياة، في صراعه مع مبدأ الموت المعارض له. فتصور هؤلاء إمكانية استجماع قواه الخائرة، بل وبعثه من الموت. (فريزر، «الغصن الذهبي»، ص377)
অজানা পৃষ্ঠা