খুরাফা: একটি খুব ছোট পরিচিতি
الخرافة: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
على كل حال، يجب الثناء على آل فرانكفورت لمحاولتهما تطبيق نظرية ليفي-بريل المجردة على حالات محددة. واتباعا لنهج ليفي-بريل وكاسيرر، يرى آل فرانكفورت بإيمان عميق أن الأساطير، بينما هي قصص في حد ذاتها، تفترض افتراضا مسبقا وجود عقلية متميزة. وللمفارقة، يتطابق أشد نقد يوجهه آل فرانكفورت إلى ليفي-بريل مع النقد الذي يوجهه كاسيرر إليه، وإن كان مثله في غير مكانه؛ فليفي-بريل نفسه يصر على أن التفكير البدائي متميز، مع كونه منطقيا. أما عن تطبيق نظرية آل فرانكفورت على أسطورة أدونيس، فإنها ستكون كمثل تطبيق نظرية ليفي-بريل عليها، من حيث التركيز على توحد أدونيس عاطفيا مع العالم، وما ترتب على ذلك من عدم قدرة على النظر إلى العالم بصورة سليمة.
رودولف بولتمان وهانز يوناس
قدر ما يتميز كاسيرر خاصة في المراحل المبكرة من أعماله بأنه فلسفي - شأنه شأن منهج تناوله للأسطورة - فإنه لا يرى أبدا أن الأسطورة «تعني» الفلسفة. ولا يطرح ذلك من المنظرين سوى عالم اللاهوت الألماني رودولف بولتمان (1884-1976)، والفيلسوف ألماني المولد هانز يوناس (1903-1993)، الذي استقر بصورة نهائية في الولايات المتحدة. وكلاهما لا يستقي فحسب معنى الأسطورة من الفلسفة - من الفيلسوف الوجودي مارتن هيدجر في مراحله المبكرة - بل يضيق أيضا دائرة الدراسة حول مسألة المعنى. ولا يهتم أي منهما بأصل أو وظيفة الأسطورة؛ ولا تعتبر الأسطورة في منظورهما جزءا من أي نشاط. وشأنهما شأن بعض علماء الأنثروبولوجيا النظريين، يتعامل كلاهما مع الأسطورة كنص مستقل، لكنهما على عكس تايلور ، لا يتأملان حتى ولو نظريا طريقة نشوء الأسطورة أو طريقة عملها.
لا مراء أن بولتمان ويوناس يترجمان الأسطورة إلى مصطلحات وجودية بغرض جعل معناها مستساغا للحداثيين، لكنهما لا يبحثان في سبب الحاجة إلى الأسطورة، خاصة عندما تتطابق رسالة الأسطورة مع رسالة الفلسفة. على سبيل المثال، لا يقترح أي منهما أن الأسطورة، مثل الأدب بالنسبة إلى أرسطو، تمثل طريقة أسهل لتوصيل الحقائق المجردة إلى الآخرين. ونظرا لأن نماذج الأساطير التي يبحثانها - العهد الجديد عند بولتمان، والغنوصية عند يوناس - نماذج دينية وليست نماذج فلسفية صرفة، فإننا سننظر بمزيد من التفصيل في نظريتيهم في الفصل التالي حول الأسطورة والدين.
ألبير كامو
أحد أوضح أمثلة اختزال الأسطورة إلى فلسفة يوجد في التفسير الشهير للأسطورة اليونانية سيسيفوس (وتعرف أيضا بسيزيف) لألبير كامو (1913-1960)، وهو كاتب وجودي فرنسي. فمن بين الشخصيات التي يصادفها البطل أوديسيوس في تارتاروس - جزء من حادس (العالم السفلي) مخصص لأولئك الذين تطاولوا على الإله زيوس - كان سيسيفوس الذي عوقب أبديا برفع صخرة ضخمة إلى قمة هضبة شديدة الانحدار، لا لشيء سوى أن ترتد متدحرجة في كل مرة يوشك فيها على بلوغ القمة. ويصف أوديسيوس هذا المشهد كالتالي:
رأيت سيسيفوس أيضا؛ وكان يعاني من آلام مبرحة،
وكان يستخدم كلتا ذراعيه في الإمساك بالصخرة الضخمة، مجاهدا
بيديه وقدميه في محاولة دفع الصخرة إلى أعلى
قمة الهضبة، لكن عند اقترابه من بلوغ
অজানা পৃষ্ঠা