খুলাসাত তারিখ ইউনান ও রোমান
خلاصة تاريخ اليونان والرومان
জনগুলি
وقبل وفاة باريكليس بثلاثة أعوام كان حرب بين أثينا وسبارطة، وكانتا أعظم أيالات اليونان، فنشأ بينهما التحاسد حتى آل ذلك إلى حروب اشترك فيها جميع أيالات بلوبونيسس (المورة)، وما زالت هذه الحروب مدة 38 سنة، وفي أثناء هذه الحروب اشتهر بين الأثينيين رجل يقال له: السيبيادس، وكان من الجمال والرقة على جانب عظيم فأحبه الشعب محبة عظيمة، فصار له عليهم نفوذ عظيم، لكنه كان طماعا لا يعرف له مبدأ فكان سببا لأتعاب كثيرة ليس لوطنه فقط، بل لجميع بلاد اليونان فتحول حب الشعب إلى كره، فاضطر أن يعتزل إلى قرية صغيرة في فريجيا من آسيا الصغرى، وسكن هناك مع امرأة يقال لها تيمندرا.
فبعث إليه أعداؤه جماعة ليقتلوه فأصلوا النار في بيته، وكان السيبيادس شجاعا فاخترق النيران مشهرا سيفه بيده للمدافعة عن نفسه، فأصيب بحربة كانت القاضية عليه وغودر طريحا في الأرض مضرجا بدمائه.
وكانت حرب المورة هذه سببا لأتعاب كثيرة على الأثينيين؛ فإن السبارطيين حاربوهم وهدموا أسوار المدينة، فأصبح الأثينيون تحت حكومة ثلاثين من قواد السبارطيين كانوا يلقبون بظلام أثينا الثلاثين، لكنهم لم يحكموا إلا ثلاث سنوات؛ لأن رجلا أثينيا اسمه ثراسيبولس حرك أبناء وطنه على استرجاع حريتهم، فنهضوا وحاربوا هؤلاء الثلاثين وطردوهم، وغدر الأثينيون ثراسيبولس بإكليل من أغصان الزيتون، وشرعت أثينا منذ ذلك الحين تتقدم حتى أعادت إليها حكومتها الأصلية سنة 402ق.م.
بداية حرب طيبة
وبعد التاريخ المتقدم ذكره بيسير أصبحت طيبة أشهر مدن اليونان، وكانت عاصمة مملكة بوتيا، ثم قام بين طيبة وسبارطة حرب سببها أن أحد قواد السبارطيين واسمه فيبيدس وضع يده على كدميا (أحد حصون طيبة) غلطا، فطلب أهل طيبة استرجاع ذلك الحصن، فامتنع السبارطيون عن تسليمه وأصروا على احتلاله، فارتأى شاب من شبان طيبة اسمه بيلوبيدس رأيا لاسترجاع ذلك الحصن؛ وذلك أنه جاء بأحد عشر من أصحابه ألبسهم الدروع والأسلحة وألبسهم فوقها لباس النساء، وسار بهم حتى أتوا باب الحصن فأذن لهم بالدخول.
وكان قضاة السبارطيين وضباطهم مجتمعين في احتفال عظيم، وكان أرخياس كبيرهم جالسا إلى رأس المائدة منهمكا هو وأصحابه بمائدتهم؛ فلم ينتبهوا لأولئك الاثني عشر الذين دخلوا القاعة وخصوصا لأنهم بلباس النساء، أما هؤلاء فانتظروا حتى دارت الخمرة برءوس المحتفلين فخلعوا لباس النساء، وأشهروا سيوفهم بأيديهم وهجموا على مائدة الإسبارطيين، فانذعر أولئك ولم يعودوا يعرفون كيف يقاومونهم، فقتلوا أرخياس وكثيرا من أصحابه قبل أن ينهضوا عن المائدة.
وهكذا تملك أهل طيبة ذلك الحصن غير أن سبارطة أثارت حربا على طيبة إثر ذلك، فاتحد معها بسبب تلك الحرب كثير من أيالات اليونان حتى تبين فوز السبارطيين وسقوط طيبة.
وكان على طيبة إذ ذاك قائد شجاع اسمه إيبامينوندس، فأمكنه بستة آلاف من جنده مقاومة 25 ألفا من السبارطيين تحت قيادة ملكهم كلومبروتس، فحصلت الموقعة في ليوكترا، وكان الفوز لآل طيبة وقتل كلومبرونس وألف وأربعمائة من رجاله.
ملحق بحرب طيبة
وكان إيبامينوندس من أفضل الرجال الذين عاشوا في الأزمنة القديمة؛ لأنه كان فاضلا محبا لوطنه شجاعا ، وقد قيل من فضائله إنه ما نطق كذبا عمره، فكان ينتظر أن يشعر أهل طيبة بفضله عليهم، وبالحقيقة إن أعاظمهم كانوا يعطونه حقه من الاحترام، لكن يسوءنا أن نقول: إن الرجال العظماء يكثر أعداؤهم.
অজানা পৃষ্ঠা