ইরাকের ইতিহাসের সারসংক্ষেপ: এর উদ্ভব থেকে আজ পর্যন্ত
خلاصة تاريخ العراق: منذ نشوئه إلى يومنا هذا
জনগুলি
وفي سنة 1134 / 1721 عرض حسن باشا على السلطان أن يعين لولده أحمد باشا وظيفة حاكم؛ لأنه تراءى فيه كل خير مع بذل النفس للدولة العثمانية، فولاه السلطان مدينة أرفا، فسار إليها وتولى أمرها، وكان ذلك بدء انخراطه في سلك الحكام. وفي سنة 1135 / 1722 عزل أحمد باشا عن أرفا، فذهب إلى الموصل، فتلقاه بالإكرام والي الموصل الوزير صاري مصطفى باشا، وكان قد هرب من أحمد باشا مملوكان له والتجئا إلى صاري مصطفى باشا، فأرسل هذا إلى أحمد باشا يتشفع فيهما فأبى صاحبهما، فطلبهما بالثمن فأبى، فعند ذلك أرسل يقول له: «اخرج من ولايتي ولا تعد تقف فيها.» ثم عرض الأمر على والده حسن باشا، فغضب هذا على ابنه وحلف له ألا يدخله بغداد إلا بشفاعة صاري مصطفى باشا، فخرج أحمد باشا من الموصل حتى جاء دجيل، وأقام فيه خمسة عشر يوما فتشفع فيه صاري مصطفى باشا، فأدخله بغداد، ثم أرسله إلى البصرة واليا.
وفي سنة 1136 / 1723 خرج من بغداد بالعساكر الوزير حسن باشا زاحفا على ديار إيران؛ لأن العجم كانوا يدسون الدسائس لإلقاء بذور الفتنة في العراق، فلما وصل كرمانشاه حاصرها حتى فتحها، وكان الوزير قد تعب من وعثاء السفر ومشاق المحاربات، فمرض مرضه الأخير ومات في السنة المذكورة، فأخفى موته الكتخداه محمد كهية حتى قدم ابنه من البصرة أحمد باشا على خيل البريد، وتولى قيادة الجيش ثم صرح بموت والده، وأرسل جثته إلى بغداد فدفن في مرقده، وكانت مدة ولايته في بغداد إحدى وعشرين سنة، وأرسل أحمد باشا إلى السلطان ينعيه والده، فأرسل إليه الخاقان بالمنشور وبخلعه السمور وولاه بغداد، فدبت في نفسه الحماسة والشجاعة، وأظهر من حسن الإمارة والقيادة ما أنسى ذكر والده؛ فإنه سار من كرمانشاه ونزل على همذان وحاصرها إلى أن فتحها يوم النحر، وقتل الكثير من أهلها، فأرخ ذلك الملا جرجس الموصلي بقوله من جملة أبيات:
تملكها قهرا وأعجب ما جرى
بأن فتحت صبحا وأرخت الظهر
وفي سنة 1137 / 1724 نزل بعساكره على مدينة أريوان وفتحها وقتل غالب أهلها، ثم كر راجعا إلى البصرة، وحارب بني لام الذين كانوا قد عادوا إلى الثورة وقتل منهم عددا جما، وغنم الغنائم ثم عاد إلى بغداد.
على أن شباب أحمد باشا ساقه إلى غزو الأعراب، والأعراب لم يغمضوا له أعينهم؛ فإذا ذهب إلى جهة قام أعراب الجهة الأخرى كأنهم يريدون أن يسخروا منه ومن قوته، فبينما يحارب بني لام ثار على الحكومة أعراب شمر، فوجه عليهم الكتخداه سليمان باشا فحاصرهم، ثم تسلق الجبل هو بنفسه وتبعته العساكر حتى بلغوا أعلاه، فوضع السيف في العصاة، ولم يخلص من الموت إلا القليل منهم، فأسرهم ونهب أموالهم ثم عفا عنهم عند طاعتهم ومقدرته عليهم، وعاد إلى بغداد وقد قتل في تلك الواقعة من عسكره نحو ستمائة.
وفي السنة المذكورة عصى أمير قشعم محمد بن مانع ، فحاربه والي البصرة عبد الرحمن باشا، فقتل من أعرابه بعضا ونهب آخرين، إلى أن ذل الأمير وخضع الكبير، فطلبوا الأمان فعفا عنهم بعد أن أخذ منهم أموالا طائلة.
وفي سنة 1239 / 1823 عزم أشرف خان شاه العجم على أخذ بغداد، فتلقاه الوزير أحمد باشا بقلب قد من جلمود، إلا أن الشاه عدل عن فكره ورجع إلى مقره.
والخلاصة: كان العراق في هذه القرون الأخيرة في حالة يرثى لها، فإنه ما كانت تمضي سنة إلا ويسمع فيها أن الوزير الفلاني خرج على السلطان أو عصى عليه فاستأثر بالمدينة الفلانية، أو أقبل الشاه الفلاني لاسترجاع الأراضي المقدسة عند الشيعة، أو ثار الأعراب في الناحية الفلانية لكثرة ما أنزل فيهم الباشوية من التعديات والجور والظلم؛ فأهل العراق لم يذوقوا طعم الراحة، ولم تستطع الدولة العثمانية أن تنيلهم إياها، لا سيما في عهد المماليك الذين قبضوا على أعنة العراق منذ عهد سليمان باشا
6
অজানা পৃষ্ঠা