إذا كان بعض الناس سيفا لدولة
ففي الناس بوقات لها وطبول
أهكذا تمدح الملوك؟ فالتفت إليه المتنبي في زهو وجبرية، وقال: إن تلاميذي يجيبونك عن كل ما تسأل.
فقال ابن جني: لا أرى في البيت إلا روعة وإبداعا، فإن للجيس عددا هي السيوف والبوقات والطبول، وإن السيف خير هذه العدد وهو اسم الممدوح «سيف الدولة»، أما البوقات والطبول فلها ضجيج وجلجلة، ولكنها لا تعمل شيئا؛ لذلك شبه الشاعر بها غير الممدوح من الملوك. - هل معز الدولة بوق وطبل؟ - لا أدري، وإنما أنا مفسر شعر، ثم غمز بعينه الباقية، وقال: هل قرأت يا سيدي بعد هذا البيت وهو مما لم يسبقه إليه شاعر؟
أنا السابق الهادي إلى ما أقوله
إذ القول قبل القائلين مقول
وما لكلام الناس فيما يريبني
أصول، ولا لقائليه أصول
أعادي على ما يوجب الحب للفتى
وأهدأ والأفكار في تجول
অজানা পৃষ্ঠা