فيما تضمن لزوم المخالفة عليها وكفى بالعقل شاهدا عليه بعد حكمه بوجوب شكر المنعم ثم في كل ما ورد في الكتاب والسنة من الامر بالعبادة والعبودية والسمع والطاعة والامتثال والانقياد والتسليم والاخلاص ونحوها أبين شاهد على ذلك لتوقفها عليها وكذا الاخبار البالغة حد التواتر المعنوي كقوله صلى الله عليه وآله في عدة اخبار لا قول الا بعمل ولا عمل الا بنية ولا قول ولا عمل الا بإصابة السنة وقوله الأعمال بالنيات وقوله انما لكل امرئ ما نوى ونحو ذلك وهذه الأخبار يمكن ان يراد بالنية فيها المعنى الأخص وهي المقرونة بقصد القربة وبالعمل العبادة بالمعنى الأخص أيضا فيكون النفي على حاله وان يراد المعنى الأعم فتعم العبادات والمعاملات ويكون النفي نفي الصحة لأنه أقرب إلى حقيقة النفي من نفى الكمال ومن جملة ما دل على مزيتها وشدة العناية بها قوله (ع) نية المؤمن خير من عمله وفي رواية أفضل من عمله وفي أخرى أبلغ من عمله وأورد بعضهم اشكالا في المقام حاصله انه كيف تكون النية أفضل من العمل مع أنه المتضمن للتعب والمشقة وأفضل الأعمال احمزها مضافا إلى أنه المقصود بالأصالة والنية من التوابع مع أن مدح العاملين والعابدين والمصلين والراكعين والساجدين ونحوه مبنى على العمل وفيه مع ما فيه من أن المراد بالاخمر (بالأحمر) المجانس وما استند إلى الذات وانه لا مانع من أفضلية التابع على المتبوع من غير وجه التبعية وان زيادة المدح لا تستلزم الأفضلية مضافا إلى أنه ربما كان بسبب النية انه يمكن توجيهه بوجوه عديدة أولها ان المراد به ان نية المؤمن بلا عمل خير من عمله بلا نية ثانيها انه عام مخصوص والمراد به ان نية الأعمال الكبار خير من الأعمال الصغار ثالثها ان النية قد تتعلق بالاستدامة على العمل فيثاب عليها بذلك النحو ويكون الجزاء في مقابلتها الخلود في الجنة وقد ورد في بعض الأخبار تعليل الخلود في الجنة والخلود في النار بما يقابله رابعها ان النية خيرها مستمر والعمل منقطع خامسها انها لا يدخلها الرياء لخفائها دونه سادسها انها لا تكون الا على الحقيقة والعمل قد يكون صوريا لمثل التقية سابعها ان من للبيان والمراد انها من جملة عمل الخير ثامنها انها لا يتصور العجز عنها بخلافه فإنه ربما امتنع لذاته تاسعها انها من عمل السر وعمل السر في حد ذاته أفضل عاشرها انه صلى الله عليه وآله قال ذلك في حق مؤمن أراد ان يعمل بناء جسر فسبقه عليه كافر فعمله حاد يعشرها ان المراد نية المؤمن لعمله الفاسد خير من جملة عمله ثاني عشرها ان نية المؤمن لعمله الذي لم يعمل خير من ذلك العمل ثالث عشرها ان نوع النية خير من شخص العمل رابع عشرها انها تدل على صفاء الباطن وحسن الاعتقاد خامس عشرها ان النية خير محض لا تعب فيها بخلاف العمل سادس عشرها ان العمل ربما احتاج إلى الآلات وشرايط ويمتنع لامتناعها بخلافها سابع عشرها ان من تعليلية فيراد ان خيرها من جهة العمل ثامن عشرها ان الثواب المقرر على نية العمل أكثر مما قرر عليه لأنها أكثر افرادا من العمل تاسع عشرها ان النية يتعلق بجميع الافعال دفعة واحدة فيثاب على الجميع بخلاف العمل العشرون ان نية المؤمن خير من العمل الذي يثاب عليه بلا نية كمكارم الأخلاق الحادي والعشرون انها لا يدخلها العجب الثاني والعشرون انها لا تحتاج إلى مؤنة التعلم الثالث والعشرون ان العمل لا يخلو من شروط ومنافيات بخلافها الرابع والعشرون ان النية قد تجعل العمل الواحد عملين أو أعمالا في باب التداخل دونه الخامس والعشرون ان النية بلا عمل تستتبع الأسف على الفوات والتأذي من جهته وهو أكثر ثوابا من العمل السادس والعشرون انها علة لوجود العمل وصحته فهي أشرف من المعلول السابع والعشرون جعلها غير العبادة كالتجارة والنكاح و نحوهما عبادة والعبادة عبادة أخرى والعمل لا يفعل ذلك الثامن والعشرون ان النية عليها مدار العقود والايقاعات وأكثر الاحكام بخلاف العمل التاسع والعشرون ان النية قد يجعل العمل للغير كنية النائب في العمل الثلاثون ان فساد العمل لا يبطل اثر النية بخلاف العكس الحادي والثلاثون ان النية روح العبودية والعمل صورة ظاهرية إلى غير ذلك من الوجوه المحتملة ويعلم من ذلك توجيه اخر للحديث وهو ان نية الكافر شر من عمله ثم إن ما اشتمل عليه قولهم (ع) انما لكل امرئ ما نوى عام مخصوص أو يراد على وجه الاستحقاق لانخرام القاعدة في عدة مواضع كنية صوم شعبان في يوم الشك وفي احتسابه من رمضان ان بان و صلاة الاحتياط في انقلابها نفلا في أحد الوجهين مع ظهور عدم الاحتياج والزيارات في انقلابها حجات وتضاعف العبادات مع قصد الواحدة في الأوقات والأمكنة المشرفات واحتساب الاشتغال بتعداد الحبات المصنوعة من التربة الحسينية تسبيحات ان بنى على الظاهر فيهن ومكارم الأخلاق في احتسابها طاعات يوجر عليها بغير نية فان ما كان منها عن انقياد النفس وانجذاب القلب من دون تحريك قصد القربة إلى الله تعالى كالرحمة والكراهة والشجاعة والسخاوة والغضب والأدب والتواضع والبشاشة في وجوه الاخوان ونحوها من دون قصد القربة وان رجع عليها بالآخرة أرجح مما تضمنه منها ويلحق بذلك اجزاء العبادة إذا أخلت عن القصد أو اقترنت بقصد الخلاف كان يقصد بإحدى السجدتين اولهما فتنكشف الثانية أو بالعكس وبالتشهد التشهد الأخير وبالعكس فيظهر الخلاف أو سورة بعد الدخول غير ما دخل فيه ويجرى مثله في المعاملة كما إذا وهب أو باع أو اجر أو فعل نحوها يقصد ثم قصد قصدا آخر قبل الفراغ وهذا في باب السهو والنسيان لا كلام فيه وفي التعمد لا تخلو الصحة من قوة ما لم يستتبع تشريعا في
পৃষ্ঠা ৫৮