" من كنت مولاه فعلي مولاه " وإطلاق هذا اللفظ في سائر أهل الاسلام ولم يخصص النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك قوما دون قوم من الأمة.
وكذلك قول عمر بن الخطاب على ما في الروايات عند ذلك: بخ بخ (1) لك يا علي، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة (2).
وفي رواية أخرى: " أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة " (3).
واطلاق ذلك في سائر المؤمنين والمؤمنات ولم يخصص قوما من المؤمنين بذلك دون قوم بل كل من كان مؤمنا فعلي مولاه من نسيب أو صاحب لان لفظة " الايمان " قد شملت الكافة، فمن كان مؤمنا منهم فعلي مولاه، ومن لم يكن علي مولاه فليس بمؤمن.
وفي هذا غاية الايضاح ولم تجب له هذه المنزلة صلى الله عليه من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلا بعد وجوبها له من الله تعالى أولا بدليل قوله سبحانه وتعالى: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (4).
وقد تقدم اختصاصها به، فوجبت له صلى الله عليه وآله هذه المنزلة من الله تعالى أولا وشركه تعالى فيما يجب له تعالى على الأمة ووجب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يشركه فيما يجب له على الأمة ثانيا اقتداء بالوحي العزيز، فوجب على الأمة ثالثا اتباع أوامر الله سبحانه وتعالى وأوامر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم * (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) * (5).
পৃষ্ঠা ৯৭