জ্ঞানের মানচিত্র
خريطة المعرفة: كيف فقد العالم أفكار العصر الكلاسيكي وكيف استعادها: تاريخ سبع مدن
জনগুলি
20
الذي تضمن أول رسومات تشريحية للعين البشرية. في اشتغاله بالترجمة، كان أحد أهم أهداف حنين الرئيسية أن ينشئ منهجا فعالا من النصوص الجالينوسية لتعليم طلاب الطب في بغداد، وبخاصة ابنه، إسحاق بن حنين (830-910)، الذي سار على خطى والده المرموقة فأصبح مترجما خصب الإنتاج وطبيبا في البلاط العباسي.
ازداد توطد إرث حنين في أواخر القرن التاسع، عندما وصل محمد بن زكريا الرازي (854-925) إلى بغداد قادما من فارس.
15
بالاستعانة بترجمات جالينوس وأبقراط، أسس الرازي فروعا طبية لعلم النفس وطب الأطفال، وساعد في تأسيس مستشفيات في بغداد وفي مسقط رأسه بمدينة الري (حاليا ضاحية من ضواحي طهران) في وقت باتت فيه الأوقاف لرعاية المرضى شائعة في الثقافة الإسلامية. كما وضع أيضا قواعد أصولية للتجارب السريرية مستخدما المجموعات الضابطة، وأكد أهمية التدريب الطبي وقام بمحاولة فعالة لتصنيف العناصر الكيميائية، منشئا جدولا دوريا مبدئيا. أيضا كتب بغزارة في مجموعة كبيرة من الموضوعات، من الفلك والهندسة والخيمياء إلى الفاكهة والتغذية والعلاج الروحاني. يرتبط اسمه بشكل أساسي بكتابين؛ مقالة تصف الفوارق بين الحصبة والجدري وبفضلها تم التوصل إلى تشخيص دقيق، وإلى العلاج، للمرة الأولى؛ وموسوعة ضخمة من المعلومات الطبية، تسمى «الكتاب الحاوي في الطب». بعد وفاة الرازي، جمع طلابه المخلصون الكتاب، مستخدمين ملفات العمل الخاصة به، التي تعادل ثلاثة وعشرين مجلدا، ولقرون كان ينظر إليه باعتباره واحدا من أهم الكتب الطبية الموجودة، وكان موضع ثقة في سائر أنحاء أوروبا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.
16
كان الرازي، كشأن جالينوس من قبله، قد جمع كل المعارف الطبية المتاحة ثم قيمها ونظمها وصنفها بحيث كان من السهل استخدامها وتطبيقها. كان هذا «العجوز الكبير الرأس المسفط»، حسب مصادر المؤرخ النديم، «كريما، ومرموقا، ومستقيما»، و«متفضلا بارا بالناس وحسن الرأفة بالفقراء والأعلاء»؛ كان طبيبا ملهما، وقدوة بأفعاله، أحدث ثورة في الطب بموقفه الأخلاقي، وأفكاره العملية ودقته العلمية.
21
توفي حنين سنة 873، ولكن أبناء أخيه وابنه إسحاق، كانوا أعضاء بارزين في مجتمع الباحثين واستمروا في إصدار ترجمات في بغداد. كان الأب والابن قد عملا معا على أطروحات جالينوس، لكن إسحاق كان بالأساس أكثر اهتماما بالرياضيات، ومع ذلك فقد كتب تاريخا للطب من منظور الفلسفة والدين؛ وكان الأول من نوعه. كان إسهامه الأعظم في تاريخ العلم هو تقديم إصدارات جديدة لكل من أطروحة «العناصر» وكتاب «المجسطي»، وكان كلاهما قد روجع على يد زميله ثابت بن قرة (توفي سنة 901)؛ لذا تعرفان باسم نسختي إسحاق وثابت. هاتان النسختان كانتا استكمالا لترجمتين أقدم للكتابين صنعهما باحث يدعى الحجاج بن يوسف بن مطر (ظهر في فترة بين 786-830) ولكنهما لم تحلا محلهما. بينما لم يصل إلينا أي تفاصيل عن حياة الحجاج ومساره المهني، كان تأثيره النصي، المتمثل في ترجمتيه لكل من «العناصر» و«المجسطي»، عميقا. أنجز الحجاج ترجمته، التي من المحتمل أن تكون الأولى، لأطروحة «العناصر» أثناء حكم هارون، حفيد المنصور، قبل إدخال تعديلات عليها في نسخة جديدة بعد بضعة عقود، عندما كان المأمون خليفة. كانت ترجمة إسحاق وثابت لأطروحة «العناصر» أفضل من ترجمة الحجاج؛ لأنها كانت تستند إلى مخطوطات يونانية أعلى جودة، من المحتمل أن تكون قد ظهرت بعد وفاة الحجاج سنة 833. عممت كلتا النسختين على نطاق واسع في أنحاء العالم العربي، وسرعان ما مزج الباحثون النصين معا ليستحدثوا صورا مختلفة منهما. في الواقع، كل النسخ العربية من أطروحة «العناصر» التي بحوزتنا اليوم تمزج التقليدين؛ إذ لم يصل إلينا أي نسخ خالصة على الإطلاق. عمل إسحاق، ضمن أمور أخرى، على نسخ لكتاب أرشميدس «الكرة والأسطوانة»، وكتاب منيلاوس «الهندسة الكروية»، وكتابي إقليدس «المعطيات» و«تحرير المناظر»؛ واستمرت هذه الكتب حتى شكلت «المجموعة الوسطى» أو «علم الفلك الصغير»، اللذين كانا يدرسان فيما بين أطروحة «العناصر» وكتاب «المجسطي».
صدرت أول ترجمة عربية لكتاب «المجسطي» على يد الحجاج في القرن التاسع، كاملة مع مصطلحات تقنية وتصويبات لكثير من أخطاء النص الأصلي. يشكل إصدار الحجاج لكتاب «المجسطي» وإصدار إسحاق وثابت المجموعتين الرئيسيتين من المخطوطات التي وصلت إلينا اليوم، رغم أن كثيرا منها يدمج النسختين بطرق متنوعة مختلفة. ومن ثم فمن الواضح أن الكتبة الذين نسخوا كتاب «المجسطي» في القرون التي تلت غالبا ما كان لديهم أكثر من نص أمامهم وهم يعملون، وعندما كانت النصوص تنسخ باليد، كان ثمة احتمالات لا حصر لها فيما يتعلق بالعمل الناتج. لم تكن فكرة النسخة القياسية الثابتة واردة إلى أن ظهرت آلة الطباعة في القرن الخامس عشر.
অজানা পৃষ্ঠা