نظر إليه بحركة مفاجئة لا إرادية، وقد طفح بصره بالاهتمام. - كان اسما غريبا ومضحكا، كأنه اسم رجل من الجاهلية!
غلب على أمره فخرج من صمته متسائلا: محمد شيخون الماوردي؟ - عليك نور، محمد شيخون الماوردي.
حدجه باهتمام، متلهفا على مزيد، ولكن الآخر مد ساقيه ولاذ بالصمت.
خانه الصبر فسأله: ماذا تريد أن تقول؟ - لا شيء.
تحول عنه متظاهرا بعدم الاكتراث، لزم الآخر الصمت دقائق، ثم قال: لا تتظاهر باللامبالاة. - ليس الأمر بذي بال. - بل إنك تود أن تعرف ، بخصوص التليفون مثلا؟!
دق قلبه بعنف، ولم يتمالك أن يسأله: ماذا عن التليفون؟
ضحك ضحكة قصيرة، وقال: سمعتك تسأل الجرسون عن محمد شيخون الماوردي، وهو يعتذر عن عدم معرفته، وقع الاسم من آذاننا - أنا وأصدقائي - موقع الدهشة، كنا سكارى كما تعلم، حسن .. من يكون شيخون هذا؟ وهل ثمة مطابقة بين اسمه وشخصه؟ عندك فكرة طبعا عن عبث السكارى، قررنا البحث عنه، بأي ثمن، أردنا أن نرى صاحب الاسم العجيب.
هز رأسه يستحثه على الاستمرار، فقال الآخر: ما العمل؟ تطوعت لتنفيذ فكرة لا بأس بها، وهي أن أتسلل إلى المقهى المجاور للحانة، هناك طلبت رقم فينيسيا، ورجوت المدير أن يدعو إلى التليفون محمد شيخون الماوردي! - لا!
ندت عنه كزمجرة منطلقة بشظايا الحنجرة. ذهل الآخر فتساءل: ما لك؟! - أنت!
انقطع صوته مختنقا بشدة انفعاله: أستاذ، هل أخطأت؟ ماذا حل بك؟!
অজানা পৃষ্ঠা