فاختلج جفناي باهتمام حقيقي لأول مرة منذ الرقاد وسألته: ترى هل علم بحقيقة حالي؟ - أجل، أخبره بعض الأصدقاء فحزن جدا.
وقلت لزوجي بعد ذهاب الصديق: إذا جاء الخواجا فأدخليه فورا.
وقلت لنفسي إنه لمعجزة حقا، وسوف يجدد حياتي بسحره العجيب، وكلما دق جرس الباب اختلج جفناي وتأهبت للقاء. وجاء كثيرون، ولكن لم يجئ فاسيليادس، وتساءلت عما أقعده، وعبثت بي الظنون وأرهقني القلق، وقلت للصديق ذات يوم: فاسيليادس لم يزرني!
فقال كالمعتذر: الرجل مرهق بالعمل. - ولكنه لم يتأخر عن زيارتي في مرضي السابق.
وصمت الرجل، فقلت متأثرا: أبلغه أنني زعلان.
وقلت إنه سيجيء حتما مهما تكن شواغله، ولكن طال الانتظار بلا أمل، ومضى الحزن يتحول إلى غضب، وقلت إنه كان يجاملني ليس إلا، ولما عرف النهاية أسقطني من الحساب، وها هو الوغد يتكشف عهده الطويل عن أكذوبة سمجة، ومودته الحارة عن مهارة محترف.
وجاء الصديق لزيارتي مرة ثالثة، وأنا بين الحياة والموت، وسمعني أغمغم باسمه الرنان في أسى، فأدنى رأسه مني وقال: البقية في حياتك في فاسيليادس.
هتفت رغم ضعفي: لا!
فقال: هكذا قلنا جميعا، لم نصدق أعيننا ونحن نراه وهو يتهاوى وراء البار، وقبيل ذلك بثوان كان يضحك ويتحدث وهو واقف كتمثال، ولكن بالله خبرني كيف كان يمكن أن يموت رجل في مثل قوته إلا بضربة قاضية؟!
المتهم
অজানা পৃষ্ঠা