42
وما كان من روما والعالم الحالي بتمامه منذ إغارة المتوحشين إلا أن اقتفوا هذا الأثر الذي عفا رسمه أحيانا ولكنه لم ينعدم أبدا.
وإني إذ عنيت بإيضاح هذه الآثار الأولى أردت أن أوفي أجدادنا حقهم وأن أذكر بما علينا من الواجب نحوهم بأن بينت مراكزهم وخدماتهم للإنسانية. إن العقل الإنساني بطيء في سيره فيحسن به وهو سائر في طريقه غير المتناهي أن يلقي نظره الوقت بعد الوقت إلى الوراء ليرى من أين ابتدأ سيره وليسدد خطاه في المستقبل غير المحدود الذي ينتظر قدومه!
هوامش
الكتاب الأول
الباب الأول
(ك1 ب1) أخذ فيلوبون يثبت أن هذا الكتاب متصل جد الاتصال بكتاب السماء، ودليله الأصلي في ذلك أن كتاب السماء ينتهي بجملة فيها أداة استدراك لا يوجد معادلها إلا في هذا الكتاب. وهذا الدليل ليس قاطعا جدا، ولكن من المحقق أن مواد الكتابين مرتبط بعضها ببعض أفضل ارتباط، وأن أرسطو بعدما درس السماء والخواص العامة للأجرام اللامتغيرة التي تؤلفها أمكنه أن يفكر في إتمام هذه الدراسة بدراسة الأجسام التي من شأنها في الطبيعة أن تتولد وتهلك تابعة في ذلك قوانين منتظمة. الصلة اللغوية بين الكتابين موجودة كما نبه إليه فيلوبون، ولكن الصلة المنطقية بينهما هي أيضا أحق. ***
لأجل أن ندرك الكون والفساد في الأشياء التي تتولد وتهلك بالطبع يلزمنا - كما هو الحال في البقية - أن نقدر على حدة عللها ونسبها، وسننظر أيضا عند معالجة النمو والاستحالة ما هي كل واحدة من هاتين الظاهرتين، ونبحث ما إذا كان طبع الكون وطبع الاستحالة هما واحدا بعينه أو هما متميزان بالحقيقة كما هما متميزان بالاسم الدال على كليهما؟
1
من القدماء من رأوا أن ما يسمى كونا مطلقا ليس إلا استحالة، والآخرون منهم رأوا أن كون الأشياء واستحالتها ظاهرتان مختلفتان؛ فالذين يزعمون أن العالم كل ذو صورة واحدة ويجعلون الأشياء كلها تخرج من مبدأ واحد بعينه هؤلاء يلزمهم بالضرورة أن يروا الكون مجرد استحالة، وأن يفترضوا أن ما يولد بالمعنى الخاص إنما هو يستحيل. وعلى ضد ذلك الذين يسلمون بأن المادة تتألف من أكثر من عنصر واحد كأمبيدقل وأنكساغوراس ولوكيبس. هؤلاء يجب أن يكون لهم رأي مضاد للأول تماما.
অজানা পৃষ্ঠা