1
قال سمبليسيوس في شرحه كتاب الطبيعة لأرسطو (الورقة 22): فلننظر إذن إلى أدلة ميليسوس، وهو الأول الذي أنحى عليه أرسطو. إن ميليسوس معتمدا على مبادئ الطبيعيين
93
في كون الأشياء وفسادها؛ يبدأ كتابه بالعبارات الآتية:
إن لم يوجد شيء فكيف يمكن بأي حال اعتبار هذا اللاشيء كأنه شيء ما؟ إن كان يوجد شيء ما فهذا الشيء إما مولود وإما أزلي؛ فإن كان مولودا وكان قد كون فهو لا يمكن أن يأتي إلا من الموجود أو من اللاموجود، ولكن ليس ممكنا أن ما ليس شيئا - وبالأولى ما هو موجود على الإطلاق - يمكن ألبتة أن يأتي مما ليس موجودا، كما لا يمكن أيضا أن يأتي مما هو موجود؛ لأن الموجود حينئذ يكون قد وجد ولم يكن به من حاجة إلى أن يصير وأن يوجد. إذن الموجود لا يمكن أن يصير وإذن فهو أزلي، ومن جهة أخرى الموجود لا يمكن أن يفسد؛ لأنه ليس ممكنا أن الموجود يتغير إلى لا موجود. وتلك هي نقطة يوافق عليها الطبيعيون، ليس ممكنا أيضا أن الموجود يتغير إلى اللاموجود؛ لأنه بهذه الطريقة أيضا الموجود يبقى ولا يفسد؛ على ذلك فالموجود ما كان ليمكن أن يولد وإنه لن ينعدم، فقد كان وسيكون أبدا.
2
سمبليسيوس، المرجع السابق:
لكن إذا كان ما قد ولد له أول فالذي لم يولد ليس له أول؛ فإذا كان الموجود ليس مولودا فلا يمكن أن يكون له أول كذلك. ويمكن أن يزاد على ذلك أن ما قد فسد له آخر، ولكن إذا كان شيء غير قابل للفساد فليس له آخر ممكن؛ إذن فالموجود بما هو غير قابل للفساد ليس له من آخر، وما ليس له لا أول ولا آخر هو بهذا عينه لامتناه؛ وإذن فالموجود لا متناه.
3
سمبليسيوس، المرجع السابق:
অজানা পৃষ্ঠা