[ الفرق بين البداء والنسخ ]
فإن قيل فما الفرق بين البدا(1) والنسخ قلنا إن البدا(1) هو أن يظهر للأمر باب من المصلحة أو صواب الرأي في التدبير ولم يكن ظهر له قبل ذلك
فيبدوا له ويجب في الحكمة ترك ما تقدم والأخذ بما أوجبه الرأي الحادث
وهذا لا يجوز على الله تعالى وأما النسخ فقد كان الله عالما قبله بأن الحال سيغير فيجب حكمه بغير ما أمر به في المتقدم إلى أمر ثان وليس يبدو وأمن ذلك ما كان مخفيا عليه تعالى الله .
مسألة
[ حكم من قال بالوصي بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ]
فإن قيل فما الحجة على من قال أن في الأرض بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أوصياء نص عليهم بوحي إليهم وإن علم باطن القرآن عندهم وأنهم قد
اهتدوا بوحي قد ضل الناس عنه، قلنا عن الشيخ أبي الحسن البسياني
رحمه الله تعالى إن قائل هذا كافر لأن الله تعالى قال : { وما محمد إلا
رسول قد خلت من قبله الرسل } (1) ولم يقل رسول بعده وقال تعالى
{ ولكن رسول الله وخاتم النبيين } (2) وقد اجتمعت الأمة أنه حجة الله
إلى يوم القيامة.
مسألة
[ من زعم أن للقرآن ظاهر وباطن ]
فإن قيل ما الحجة على من زعم أن للقرآن ظاهرا وباطنا فعلم ظاهره عن الناس وعلم باطنه عن الأوصياء، قلنا كتاب الله يكذبه لأن الله تعالى قال
{ تبيان لكل شيء } وقال: { هذا صراطي مستقيما فاتبعوه } (3) الآية فاتباع القرآن واجب وهذا القائل خارج بما نطق به القرآن(4) .
مسألة
[ الرد على من قال بالأوصياء ]
فإن قيل فما الحجة على من قال أن الله افترض معرفة الأوصياء والولاية لهم وإن كانوا أهل ضلال وأن من أطاعهم وتولاهم مغفور له قلنا أن الله
تعالى لم ينزل في كتابه بيان كل شيء من ذلك وقال { لا تتخذوا آباءكم
__________
(1) 1- سورة آل عمران آية 144 .
(2) 2- سورة الأحزاب آية 40 .
(3) 3- سورة الأنعام آية 151 .
(4) 4- هذا القول مشهور عن الطرق الصوفية وعن الإمامية. وهذا لا يجوز والله أعلم .
পৃষ্ঠা ২৩