============================================================
ولما استطال أبو سفيان والد معاوية يوم أحد على المسلمين بلسانه، ورفع من شان أوثانه، قال المصطفى: "أجبه يا عمر" (1) فخصه من بين الضخب لما اختص به من الصولة والمهابة، وما علمه من ملازمته للتفريد، ومحاماته عن معارضة التوحيد، وأنه لا يتهنهه عن مصاولتهم العدة والعديد.
ولما ذكر المصطفى فتاني القبر، فقال عمر رضي الله عنه: أترد إلينا عقولنا يارسول الله ؟ قال: لانعم، كهيئتكم اليوم" قال : بفيه الحجر(11.
وكان إذا أذن في بيته لم يجلس على فراشه إلأ العباس وأبو سفيان بن حرب، ويقول: هذا عم رسول الله، وهذا شيخ قريش.
وكان مختضا بالسكينة في الإنطاق، محترزا من القطيعة والفراق، مشتهرا في الأحكام بالإصابة والوفاق، وقد قيل: التصوف الموافقة للحق في المفارقة للخلق. وناهيك بقول المصطفى في شأنه مخبرا عن ربه: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه"(3).
وفي حديث أخرجه الترمذي بسند معتبر: "لو لم آبعث فيكم لبعث فيكم عمر"(4).
وكان يقول: اقتربوا من أفواه المطيعين، واسمعوا منهم ما يقولون؛ فإنه يتجلى لهم أموؤ صادقة.
وكان للمصطفى يللة في حياته ووفاته مجامعا، ولما اختاره له في يقظته (1) انظر الحلية 39/1.
(2) اخرجه أحمد 172/2، وابن حبان في صحيحه، الاحسان 385/7 (3115)، وقال الهيثمي في مجمع الزواتد 47/3: رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد رجال الصحيح (3) اخرجه الترمذي (3682) في المناقب، باب في مناقب عمر بن الخطاب عن ابن عمر، وأبو داود (2962) في الخراج والإمارة، باب في تدوين العطاء.
(4) حديث الترمذي (3686) في المناقب، باب مناقب عمر، ونضه: الو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب" أما الحديث: الولم أبعث..." فلم يروه الترمذي، وانما رواه ابن عدي في الكامل 155/3، وابن الجوزي في الموضوعات 1/ 320.
পৃষ্ঠা ৭৯