============================================================
يقينه ويخلص فيه روحه، وظاهره من قبله العذاب، يعني من عطل فرائض الظاهر ناله العذاب لأنه لم يصل ما أمره الله به أن يصل بحبله الموصول وعروته الوثقى بالعلم والعمل للروح والجسد، وباتباع الوصي بعد الرسول، وعلم التاويل بعد التنزيل، وهذا العلم الباطن تصح حقيقته لطالبيه، لأنه من اطاع الرسول على الظاهر وعصاه في الباطن الذي أشار به إلى وصيه {حبط عمله وهو في الآخرة (1) من الخاسيرين} لأن الرسول هو إمام عصره ، وإذا خرج من الدنيا لا بد له من إمام أوجب الله طاعته كما أوجب طاعة الرسول(2) ، ومن الدلائل على ذلك قول الله عز وجل: { أطيعوا آلله وأطيعوا(2) آلرسول وأولي ألأمر منكم} فلا عبادة في عصر من الأعصار إلا بامام ذلك العصر، فلا تصح الامامة بعد الرسول إلألمن جعله رسول الله صلى الله عليه إمامأ كما جعل الله الرسول رسولا ولا إمامأ، فلا يصح هذا الاتصال والترتيب إلا بالشواهد الحقيقية من علم(4) الباطن فبهذا قال عز وجل { باطنه فيه الرحمة} لأن الرحمة في علم الباطن { وظاهره من قبله العذاب) بهذا الشرح الذي تقدم أنه من أسقط ظاهر الشرائع أو تمسك بالظاهر وأسقط الباطن، وجب عليه العذاب، وصح وجوب العذاب من قبل الظاهر بالوجهين جميعا والزنا في الباطن التقصير وكشف الستر له، والدعوة بغير إذن، فلا يحل لك أن تفعل ذلك وفيه معنى آخر قال الحكيم عليه السلام : فسق المؤمن بما هو الوقيعة في مؤمن
পৃষ্ঠা ১১৫