============================================================
من تأييد الله وهدايته وتوفيقه وإلهامه، حتى استحق مقام الناطق واتصال أمر الله اليه، ونزول وحيه وكتابه عليه، وصار الاثم من بعده متمين لأمره(1)، وقد كان هو ومن قبله من الأئمة متمين لأمر غيره وهو نوح صلى الله عليه كما قال الله عز وجل : { وإن من(6) شيعته لانراهيم } فدل هذا أن إبراهيم قد كان مصدقا مؤمنا بنوح وشيعته، حتى اراد الله عز وجل فأقام إبراهيم بشريعته وجعله ناطقا ينتهي اليها من بعده، فلما جاء وقت نطق ابراهيم أمر بالأذان في الناس، أي أنسوا(4 إليه، واستوحشوا من غيره، وأبوا الشرك بالله، ووحدوا الله حق توحيده، ولم يموتوا إلأ وهم مسلمون، فلما ناداهم بالحج أجابوه إلى ما عرفوه في القديم، وصدقوا دعوته، وعرفوا الحد(4) في جميع أعصارهم، وهو الناطق السابع صاحب الظهور، وكشف المستور، وخاتم الأعصار والأزمنة والدهور، الذي من عرفه كمل حجه، وتم أمره، صلوات الله عليه. ومعنى { يأتوك رجالا أراد بالرجال، الدعاة إلى الله، لأن الله قد فضلهم وجعلهم ينكحون ولا ينكحون(5)، يعني في الباطن يدعون، ولا يدعون . ونوه بأسمائهم قال الله عز وجل : الرجال قوامون على النساء(4) بما فضل آلله بعضهم على بعض وبما أثفقوا من أموالهم) فهم أهل الايجابة في كل عصر وزمان، وبهم وصل الناس إلى الحج، وعلى أيديهم قضوا مناسكهم ، ومنهم عرفت الأشياء المكنونة (2)، ومعنى قوله : وعلى كل ضامر ياتين (4 من كل فج عميق} لأن خير اخيل وأسبقها الضمر(4)، الا ترى
পৃষ্ঠা ১০৯