আল-কাসফ ওয়াল-বায়ান
الكشف والبيان
তদারক
الإمام أبي محمد بن عاشور
প্রকাশক
دار إحياء التراث العربي
সংস্করণের সংখ্যা
الأولى ١٤٢٢
প্রকাশনার বছর
هـ - ٢٠٠٢ م
প্রকাশনার স্থান
بيروت - لبنان
[سورة الفاتحة (١): آية ٥]
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (٥)
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ رجع من الخبر الى الخطاب على التلوين. وقيل فيه إضمار، أي قولوا: إِيَّاكَ. وإيا كلمة ضمير، لكنه لا يكون إلّا في موضع النصب، والكاف في محلّ الخفض بإضافة إيا إليها، وخصّ بالإضافة إلى الضمير لأنه يضاف إلى الاسم المضمر ألا يقول الشاعر:
فدعني وإيا خالد ... لأقطعن عري نياطه «١»
وحكى الخليل عن العرب: إذا بلغ الرجل الستين فإياه وإياكم.
ويستعمل مقدّما على الفعل مثل (إياك أعني) و(إياك أسأل)، ولا يستعمل مؤخّرا على الفعل إلّا أنّ ... «٢» .. به حين الفعل، فيقال: ما عبدت إلّا إياك ونحوها. وقال أبو ميثم سهل ابن محمد: إياك ضمير منفصل، والضمير ثلاثة أقسام:
ضمير متّصل نحو الكاف والهاء والياء في قولك: أكرمك، وأكرمني. سمي بذلك لاتصاله بالفعل.
وضمير منفصل نحو إياك وإياه وإياي. سمي بذلك لانفصاله عن الفعل.
وضمير مستكن، كالضمير في قولك: قعد وقام. سمي بذلك لأنه استكن في الفعل ولم يستبق في اللفظ ويعمّ أن فيه ضمير الفاعل لأن الفعل لا يقوم إلّا بفاعل ظاهر أو مضمر.
وقال أبو زيد: إنما هما ياءان: الأولى للنسبة والثانية للنداء، تقديرها: (أي يا)، فأدغمت وكسرت الهمزة لسكون الياء. وقال أبو عبيد: أصله (أوياك)، فقلبت الواو ياء فأدغموه، وأصله من (آوى، يؤوي، إيواء) كأن فيه معنى الانقطاع والقصد. وقرأ الفضل الرقاشي (أياك) بفتح الألف وهي لغة.
وإنما لم يقل: نعبدك [لأنه] يصحّ في العبارة، وأحسن الإشارة لأنهم إذا قالوا: إياك نعبد، كان نظرهم منه إلى العبادة لا من العبادة إليه. وقوله: نَعْبُدُ أي نوحد ونخلص ونطيع ونخضع، والعبادة رياضة النفس على حمل المشاق في الطاعة. وأصلها الخضوع والانقياد والطاعة والذلة، يقال: طريق معبّد إذا كان مذللا موطوءا بالأقدام. قال طرفة:
تبارى عتاقا ناجيات وأتبعت ... وظيفا وظيفا فوق مور معبّد «٣»
_________
(١) لسان العرب: ١٤/ ٦٠.
(٢) بياض في المخطوط.
(٣) الصحاح: ٢/ ٨٢٠.
1 / 117