177

আল-কাসফ ওয়াল-বায়ান

الكشف والبيان

তদারক

الإمام أبي محمد بن عاشور

প্রকাশক

دار إحياء التراث العربي

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى ١٤٢٢

প্রকাশনার বছর

هـ - ٢٠٠٢ م

প্রকাশনার স্থান

بيروت - لبنان

وقرأ ابن السّماك العدوي: ساكنة الواو على النسق و(كُلَّما) نصب على الظرف. عاهَدُوا عَهْدًا يعني اليهود.
قال ابن عبّاس: لما ذكر رسول الله ﷺ ما أخذ الله عليهم وما عهد إليهم فيه.
قال مالك بن الصّيف: إنّ الله ما عهد إلينا في محمد عهد ولا ميثاق فأنزل الله تعالى هذه الآية يوضحه قراءة أبي رجاء العطاردي: أوكلما عوهدوا عهدا لعنهم الله، دليل هذا التأويل قوله وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ «١» الآية.
وقال بعضهم: هو أنّ اليهود تعاهدوا لئن خرج محمّد ليؤمنن به ولنكونن معه على مشركي العرب، وننفيهم من بلادهم، فلما بعث نقضوا العهد وكفروا به دليله ونظيره قوله ﷿ وَلَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ «٢» .
وقال عطاء: هي العهود التي كانت بين رسول الله وبين اليهود فنقضوها كفعل قريظة والنّضير دليله قوله الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ «٣» .
نَبَذَهُ أي رفضه وفي قول عبد الله: نقضه.
فَرِيقٌ مِنْهُمْ طوائف من اليهود.
بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ فأصل النبذ الرّمي والرفض له، وأنشد الزجاج:
نظرت إلى عنوانه فنبذته ... كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا
وهذا مثل من يستخف بالشيء ولا يعمل به، تقول العرب: أجعل هذا خلف ظهرك، ودبر اذنك، وتحت قدمك: أي أتركه واعرض عنه قال الله تعالى: وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا «٤»، وأنشد الفراء:
تميم بن قيس لا تكونن حاجتي ... بظهر ولا يعبأ عليّ جوابها
قال الشعبي: هو بين أيديهم يقرءونه ولكن نبذوا العمل به:
وقال سفيان بن عيينة: أدرجوه في الحرير والدّيباج وحلّوه بالذّهب والفضّة ولم يحلّوا حلاله ولم يحرّموا حرامه فذلك النبذ.
وَاتَّبَعُوا يعني اليهود.

(١) سورة آل عمران: ١٨٧.
(٢) سورة البقرة: ١٠١.
(٣) سورة الأنفال: ٥٦.
(٤) سورة هود: ٩٢.

1 / 242